عن المحبة والسلام

> شيماء باسيد

> (1)
كلما أضعتُ نفسي في لقطةٍ لا أذكرها، أقطعُ كل هذا الضباب وحيدة.. ثم ماذا؟ بالمحبةِ تحتشدُ روحي بألفِ نوتةٍ ونوتة تقودُ أوركسترا الحياة، بالمحبةِ أصيرُ نجمة في سماء الله.. بل بالمحبة أغدو سماء.. دع الجسدَ هنا وحلّق بروحك في كلِّ الكون.. أنت تحيا لتشقى دون ذلك العشق.. أوقد نارًا، أعتلِ جرفًا وأرمي بنفسك في حماه لكن لن تموت.. آه يا إلهي لم أعرف شيئًا عن وجعِ الحياة إلا عندما أحببتُكَ، كم كان شهيًا كل ما مضى.
فهنا في القلبِ شهابٌ يحترق فلا تذرهُ رمادًا، يا إلهي لقد أصلحتني بحبّك فلا تفسدني مجددًا بحب خلقك، من أراد أن يبقى فليبقى ومن أراد أن يرحل فليفعل.
(2)
السلامُ.. السلام به تصرخُ أرواحنا فلم نلقَ حولنا سوى الحرب حينها يتضاءل المكان ويخبو النور مانحًا العتم كل موضعٍ في مساحة الشرود.. كلّ صباحٍ أمدّ يدي للسلام، أرغبُ بمصافحته بحرارةٍ واحتضانه بشغفٍ، فيناولني الواقع فنجان قهوةٍ مُرّة، رزمةٍ من جرائدٍ تفوح منها رائحة البارود ممزوجة بتعفن جثث القتلى.
ترافقها قصاصات مهترئة مخضبة بالدماء لرسائل حبٍ من وسط الحرب ملفوفةٍ بمناديل قطنٍ لم يعد الأبيض لونها الزاهي.. أرتشف جرعتين سريعتين من تلك المرارة، أُحدّقُ في عيون الخيبة الحزينة، تشتعلُ الكلمات فأفتح دفتري اليومي وأدوّن بصمتٍ كل ماسبق.
السلامُ.. السلام لهذه الأرض حتى لا تخذلنا مجددًا كما فات من أوقات حين ضاقت كل طرقاتها بالركود وتوقفت الحياة أن تمنحنا المزيد منها.
السلامُ.. السلام لقلبين عاشقين يمضيان نحو المجهول على أرضٍ ترحل مبكرًا في كل مرة وتنسى أن تعود.. ومع ذلك ننتظرها على قدرٍ من الخوف والقلق ولربما أملٍ يمضي إلى ما لا نهاية.
السلامُ.. السلام نصرخُ في انتظارنا العصّي لقدومه ولو كان فراغًا لكننا سندعُ له الباب مواربًا ليعود.
وماذا عن قلبينا يامهجةَ الروح؟ إذا لم يُقدَما قرباناً للمحبة والسلام، لن يُزهرا بالنورِ مطلقًا، لن يُفلِحا في مقارعة الظلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى