الفنان المسرحي القدير عقلان مرشد لـ«الأيام»: لا وجود لأزمة مسرح في الجنوب قبل عام 1990

> حاوره/ مختار مقطري

> عقلان مرشد، اسم له حضوره المتوهج ومكانته الفنية العالية، في عالم الدراما، مسرح ودراما تلفزيونية وإذاعية، له مشاركات عديدة محليا وخارجيا، كممثل بارز ومتمكن على خشبة المسرح، وانسجام جميل مع الجمهور على الشاشة وأثير الإذاعة، شارك في العديد من المهرجانات محليا وخارجيا، بدأ في السبعينيات من القرن الماضي مع فرقة (أكتوبر) للمسرح، وقدم معها مسرحيات ناجحة، منها(الفيل يا ملك الزمان)، (الملك هو الملك)، (عبيدو والصراط)، مع المخرج العراقي إسماعيل خليل.
مشوار طويل وتجربة فنية جديرة بالتقييم.
تُرى.. ماذا يقول الفنان عقلان مرشد، عن تجربته مع الفن ومع المسرح تحديدا؟ وعن المسرح في عدن والجنوب عموما قبل الوحدة اليمنية عام 1990م.
* ماذا تقول اليوم عن فرقة(أكتوبر) للمسرح في الشيخ عثمان؟
- كانت هي الحاضنة لمواهبي وأعمالي الإبداعية والمدرسية، وقد تتلمذت على عديد من المخرجين فيها، كإسماعيل خليل، أحمد محمد الشميري، وأبوبكر القيسي، وقوي عودي الفني فيها، برفقة أترابي منهم عمر مكرم، أكرم مقطري، علي الشلالي، ياسر كوكي وآخرون، وهي مكان الخطوة الأولى.
*في السبعينيات من القرن الماضي، كثرت النصوص المترجمة، هل كان يوجد أزمة نص، أم كانت تفرض عليكم؟
- لم يكن هناك أزمة نصوص بصفة عامة، على العكس، في أواخر السبعينات بدأ تخرج العديد من الزملاء الدارسين في الخارج، فقدموا العديد من الأعمال المسرحية كأطروحات، تخرج منها أعمال عربية وأخرى معربة، مثلا (الحضيض) لمكسيم جوركي و(الشهداء يبحثون عن الحقيقة)، (لونوس وكوكب الفئران) لمحفوظ وغيرها، وتنافست الفرق في إنتاج هذه الأعمال وغيرها، وفي السبعينات وأواخر الثمانينات كان يتوفر كل أركان الإبداع المسرحي والفني، من نص وممثل ومخرج وناقد مسرحي وإدارة وإرادة.
*هل كانت وزارة الثقافة آنذاك تصرف بسخاء على العروض المسرحية؟
- يكفي أنها كانت تساعد في الإنتاج الفني، وكنا كفنانين نحقق ذاتنا ونوصل رسالتنا لجماهيرنا، واحتياجات الإنتاج كانت توفرها، رغم تعدد الفرق المسرحية في طول وعرض البلاد، ولكن كان إنتاجها الفني متواصل ومقراتها موجودة وتصرف عليها الوزارة.
* ما هي أسباب أزمة المسرح في الجنوب آنذاك، وهل شهدت انفراجة فيما بعد، أي قبل عام 1990؟
- لم أعرف أزمة آنذاك على العكس، بدأت أزمة المسرح والفن والرياضة والإبداع عموما، بعد العام 1990 فقد حكم البلد ناس لا يروقهم التوهج والنور الذي يشع من عدن، ولذا نسفوا ونهبوا تاريخ الإبداع وأرضيته ومرتكزاته، فاحتلوا مقراته وممتلكاته، ودمروا البنية الإبداعية، وقطعوا صلات أبنائها بالإبداع داخليا وخارجيا، وتبوأوا المناصب التي يقف على بابها الإبداع وأغلقوها ومازالوا يفعلون.
* لا بد من سؤالك عن أبرز أعمالك التي تفخر بها في المسرح والتلفزيون والإذاعة؟
- بدأ مشواري في مطلع السبعينات، وإلى الآن، وكانت حصيلة مشواري الطويل، عشرات الأعمال الفنية، منها إذاعيا مسلسل (العقد الفريد) و (كعبول) و(البيت الكبير) وعدد لا يحصى من المسلسلات والرسائل الإعلامية، وفي المسرح كان لي شرف المشاركة بالعديد من المسرحيات منها (في البدء كان القربان) و(طرطوف) و(الملك هو الملك) و(عبيدو والصراط) و(الفيل يا ملك الزمان)، وكان آخرها مسرحية (العراف) وعشرات المسرحيات، أما في التلفزيون، فهناك عشرات الأعمال، منها، على سبيل المثال، (طحطوح)، (همي همك)، (كيني ميني)، (عيني عينك)، (أبواب مغلقة)، (علاجك عندي)، وآخرها(أشتي أفهم).
مع نرجس عباد وياسر كوكي في مسرحية (حرم سعادة الوزير)
مع نرجس عباد وياسر كوكي في مسرحية (حرم سعادة الوزير)

*أنت تعمل في التربية والتعليم، هل كنت تشعر ومازلت تشعر أن المشاركة في أي عمل فني يحتكره أولا زملاؤك الفنانون الموظفون في وزارة الثقافة؟
- لم يكن هناك فرصة لأن يحتكر أحد، أيا كان، الأعمال الإبداعية، الفرقة المسرحية للوزارة كانت واحدة من الفرق في المحافظة عدن، وكانت هناك منافسة في الإنتاج والانتشار على مستوى المحافظات، والمشاركة الخارجية كانت للأفضل، وهناك لجان تقييم مختصة، لذا كل الفرق شاركت داخليا وخارجيا، واليوم نحن، أي فنانو الجنوب، ممنوعون من المشاركة بأعمالنا الفنية، فهناك عاصمة تحتكر كل شيء.
* ماذا أعطاك الفن، ولا أريد الإجابة التقليدية؟
- أعطاني الشهرة ومحبة ومعرفة الناس، والمكاسب المادية، وحب الناس، وازدياد معارفي، ومعرفتي للكثير من الأمور والأماكن، وقياس مستواي الإبداعي من جمهوري.
*أنت ممثل يميل للكوميدية، ولكنك قدمت أدوارا تراجيدية عديدة على خشبة المسرح، كيف وفقت في ذلك؟
- لا يوجد ممثل كوميدي ولا ممثل تراجيدي، هناك ممثل مبدع يقرأ دوره ويدرس شخصيته، ويعيش ويتقمص ما سيجسده والممثل الممبدع يعطي للشخصية حقها دون اعتبار للون الشخصية.
*هل أنت مشتاق اليوم للوقوف على خشبة المسرح؟
- بدون نقاش نعم، ولكن أي خشبة مسرح؟ وما الفائدة من العودة إليها؟ نريد عودة لخشبة مسرح حقيقية، بكل تقنياتها، وهذا حال كل زملائي، والجمهور أيضا أكثر اشتياقا لهذه العودة.
* هل قرأت الحوار الذي أجريته مع الفنان أحمد عبدالله حسين ونشر في “الأيام” عدد الإثنين قبل الماضي، كيف تعلق على ما بعض ماورد فيه؟
- أحمد مبدع ومثقف، والتحاور معه متعة، وهذا ينطبق على حواره معكم.
*هل حوربت وماتزال تحارب في النشاط الفني من قبل البعض؟
- مرت أيام علينا أعتقد فيها البعض أنه قادر على محاربة المبدعين، ولكن الأيام قالت كلمتها وانتصر الإبداع.
*هل اعتزلت الفن؟
- ها(يضحك) سؤال سابق لأوانه.
*وأخيرا؟
- أخيرا أشكرك جدا على هذا اللقاء، وأشكر صحيفة “الأيام” التي عودتنا دائما على اهتمامها بالمبدعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى