كيف ندير الحياة العامة؟

> مازن الشحيري

>
مازن الشحيري
مازن الشحيري
الأزمة، مصطلح يطلق على حدث استثنائي يحصل فى أي مجال من مجالات الحياة، في أي مجتمع.. لكن ما نعانيه نحن في مجتمعنا لا ينطبق عليه مصطلح (أزمة)، فهو ليس حدثا استثنائيا أو حدثا عابرا، بل أصبح واقع حياتنا الذي نعيشه بشكل مستمر، والاستثناء هو أن تستقر الكهرباء مثلا أو أن يستلم الناس رواتبهم أو أن تتوفر المشتقات النفطية، أو أن المياه لا تنقطع عن المنازل، أو أن المجاري والقمامة تختفي من الشوارع، أو اختفاء مرض حمى الضنك أو وباء الكوليرا، أو أن يتم محاكمة فاسد أو مسئول في الدولة، أو أن ينتهى موت الناس من الرصاص الراجع، أو تنتهي ظاهرة حمل السلاح، أو أن تختفي ظاهرة الاغتيالات، وغيرها من الأشياء التي إذا تحققت فهي تتحقق لفترة زمنية محددة، وبعضها أصبحت من المستحيلات أن تتحقق ولو لفترة محدودة ثم نعود لنعيش حياتنا الطبيعة التى تخلو من أي استقرار لأي شيء، فقط كلام واتهامات وتخوين وحلول فيسبوكية في العالم الافتراضي فقط.
الأزمات أصبحت عنوان حياتنا الجديدة، وحلولها استثناءات فقط، ونحن لسنا الضحايا دائما بل نكون الجناة في كثير من الأحيان، بل في بعض الأحيان لدرجة السذاجة.. فقد رهنا تلك الخدمات العامة لتصفية الحسابات السياسية، وسمحنا باستغلالها وتوظيفها من الأطراف المختلفة بوقوفنا مع هذا الطرف أو ذاك، وإعطاء الفرصة للتمادي من قبل المسؤولين، مستغلين الانقسام الموجود في المجتمع لتمرير ما يريدون، فهم المستفيد الوحيد من الواقع المر الذي نعيشه فى عدن للأسف.. فهناك من يدافع عنهم والخاسر الوحيد المجتمع بشكل عام، بغض النظر إن كان مع أي طرف.
فمثلا انتشار الأمراض، هل سيميز بين انتماءات الناس أو أنه سيفتك بالكل في آخر المطاف، وأغلب مشاكل المجتمع تضر المجتمع ككل ولا تفرق بين أصولهم أو ألوانهم أو انتمائهم السياسي، فكل مجتمعات العالم سواء كانت المتقدمة أو حتى التي تسمى مجتمعات العالم الثالث، تتحد في ما يضر المجتمع بشكل عام، مع اختلاف توجهاتهم.. فالخدمات شيء، والصراع السياسى وحتى العسكرى شيء آخر.
إذا لم نفصل بين الأمرين فسنستمر في نمط الحياة الجديد للأسف، ونستعد للأسوأ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى