أهمية وجود قناة فضائية جنوبية

> زين أحمد الرشيدي

>
زين أحمد الرشيدي
زين أحمد الرشيدي
من أبرز المخاطر التي تحيط بشعب الجنوب بعد التخلص من خطر قوة الاحتلال المسلحة هو شبح قوة الآلة الإعلامية المعادية، الموجهة بشكل مكثف وممنهج يقابلها انعدام أو ضعف إعلامنا عموما في زمن بالغ التعقيد وشديد الصراع، والذي تتعدد فيه وسائل الحرب وأدواته.
وتعد القنوات التلفزيونية الفضائية من أهم أدوات الحرب لدى العدو، لما تبثه من مواد تعد بعناية وذكاء، وتتضمن في معظمها معلومات مضللة، هدفها استمالة مواقف الدول والأفراد إليهم وحرفها عن النظر إلينا.
حيث أصبحت المعلومة من أمضى أسلحة العصر، التي تفعل فعلها بعقل المتلقي سلبا أو إيجابا، فهي كما يقال القوة التي تمكن العاقل من أن يسود، والقائد من أن يهاجم بلا مخاطر أو أن يحقق النصر بلا إراقة دماء.
أي أنها أصبحت أهم ركائز القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية، كقوة لينة أو ناعمة تعمل بوسائل الجذب لا بالضغط، وبالترغيب لا بالترهيب، وتستخدم لغة تخاطب العقول والقلوب بقصد انتزاع أو استمالة الإرادة الجماعية دون الحاجة إلى استخدام القوة المسلحة.
لقد أصبح توسيع نطاق الإعلام في مقام نشر القوات، وأصبحت الفضائيات الفعالة في مقام ترسانات الأسلحة ومنصات الصواريخ، التي توجه الضربات عن بعد، وتحقق الإصابات في جهة الخصم، وتكون كذلك درع حماية ومنظومة دفاع تتصدى لأسلحة العدو المهاجمة.
فمتى يكون لدينا في الجنوب منظومة إعلامية دفاعية ناجحة على رأسها (قناة فضائية) تستطيع التصدي لمنظومة العدو الإعلامية؟، ونستطيع من خلالها كشف أباطيله وخداعه، ونثبت بالأدلة والبراهين جرائمه ضد شعبنا منذ عام 90م حتى الآن، وإلى أن يتم استعادة الدولة.
قناة تواجه الإرهاب والتطرف، وتبين للعالم موقف شعبنا الرافض لذلك، وتتصدى للثقافة المعادية والمدمرة.. قناة تستطيع توصيل رسائل صادقة، وتنقل وقائع ومشاهد وأرقام حقيقية للداخل والخارج، لعلها تغير الكثير من المواقف، التي استطاع العدو استقطابها بما مارسه من تضليل وخداع، وخاصة منذ عام 94م.
قناة أصبح وجودها من مستلزمات نضال شعب الجنوب وتضحياته وحراكه وفعالياته ومليونياته، وتغطي ما يعتمل ويتسارع على أرضه، وما هو مقدم عليه من استحقاقات.
قناة تنقل ما يدور في بلدنا للعالم، وعدم ترك الساحة لعبث الإعلام المعادي، قناة تتجاوز أخطاء التجارب السابقة وأسباب فشلها، قناة لا أقول متفوقة على قنوات الخصوم، ولكن قادرة على المنافسة وتحقيق النجاح والاستمرار، يديرها ويشغلها كادر مؤهل، ولاؤه للجنوب، يؤدي رسالة تعود بالمكاسب على شعب الجنوب الصابر المكافح.
فهل تتحقق هذه الأمنية الضرورية؟
وهل يستطيع رجال المجلس الانتقالي أو أي من نخب الجنوب إخراجها إلى النور قريبا؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى