جوجل بالون.. الإنترنت بكل مكان

> نادية إحسان/ عدن

> ها نحن نقترب من نهاية العام 2017م وبالرغم من تطور تقنيات العالم الرقمي يظل هناك ما يقارب من نصف سكان العالم حتى اليوم لا يستطيعون الدخول إلى الإنترنت، مشروعات عديدة تحركت للعمل على ذلك، منها شركة (فيسبوك) بمشروع توصيل الإنترنت من خلال طرق مختلفة كالليزر والقمر الصناعي، والتي مازالت تحت التجارب، وشركة (SpaceX) التي تستخدم مركباتها الفضائية لبث الإنترنت إلى الأرض، ولكن هل سمعت يوماً بمشروع جوجل “Loon”؟!
مشروع لون (Loon) جاء اسمه من كلمة بالون بالإنكليزية، وهي فكرة بسيطة في المبدأ ومعقدة في التنفيذ، لكنها عبقرية مع ذلك، استخدام بالونات منطادية تماماً كالتي تستخدم في السياحة تحلق على ارتفاعات شاهقة (20كلم) وتشكل شبكة ربط بالإنترنت وتعمل كأجهزة توجيه إشارة 3G ،4G التي تثبتها بالأساس أبراج شركات المحمول، وتعيد توزيعها في المناطق المنعزلة كالجزر أو الصحراء مثلاً، والتي ستمكن المزارعين في المناطق النائية من الوصول إلى بيانات الطقس، وسيكون الأطفال في المناطق الريفية قادرين على مواصلة تعليمهم عبر الإنترنت، مشروع بالونات (جوجل) هو عبارة عن شبكة من البالونات تسافر عبر الفضاء، تساعد على سد الثغرات لتغطية شبكات الإنترنت في كل مكان في العالم وبدون تكاليف تذكر.
إن الفكرة وراء المشروع أنه من السهل ربط العالم ببعضه البعض باستخدام العامل المشترك، وهو السماء، بدلاً من مد كابلات الألياف الضوئية، ومحاولة إنشاء بنية تحتية للهواتف المحمولة. كانت أول تجربة اختبار أجريت على بالونات (جوجل) في منتصف عام 2013م في جزيرة جنوب نيوزلندا، وأخرى شمال البرازيل، وثالثة في ولاية كاليفورنيا.
الجدير ذكره بأن هناك تدخل يحدث عن طريق المهندسين المتواجدين على الأرض يقومون بتحويل اتجاه البالون خلال الجهات الأربعة، حيث أن البالون نفسه يحمل معه صندوق الإلكترونيات ويحوي جهازاً خلوياً مع خوارزميات الملاحة ونظام التحكم في الارتفاع والهبوط وبطارية وعددا قيلا من أجهزة الراديو والهوائيات لاستقبال ونقل إشارات بيانات الجوال والإنترنت لاسلكياً، البيانات والطيف الخلوي يتم بثه بالأساس من خلال الأبراج التابعة لشركات الاتصالات، وقد قامت جوجل بإبرام اتفاق معها للحصول على هذه البيانات وإرسالها، يوجد بجانب الصندوق والبطارية ألواح من الصفائح البلاستيكية، الهدف منها هو شحن البالون بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أن البالون قادر على تزويد نفسه بطاقة الرياح إذا لم تعمل الألواح الشمسية. كما أن التحليق في طبقة الستراتوسفير يجعل هذه البالونات في مأمن من العوامل المناخية (الأمطار والرياح)، وكذا الطائرات التي تمثل خطورة ضئيلة جدا لحركتها، حيث أن البالونات مزودة بأضواء وأجهزة عاكسة وأجهزة رادار، يمكن لكل بالون توفير الاتصال إلى مساحة من الأرض تبلغ قطرها حوالي (40 كم) وبسرعة تبدأ من (5 ميجابت) وتصل إلى (10ميجابت) في الثانية.
إن هذا المشروع الرائع ربما سيكون طفرة جديدة في عالم الإنترنت، وفي حالة تنفيذه فإن جوجل ستكون بالتأكيد متقدمة على منافسيها وستغير العالم نحو الأفضل.
نادية إحسان/ عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى