> ثورة الجنوب مستمرة وستستمر، هذا هو العهد الذي قطعه الثوار على أنفسهم منذ اليوم الأول لهذه الثورة.
حالة حمى التفويض وسباق التمثيل التي تجتاح الساحة الجنوبية اليوم لا خوف منها، فقد شهدنا ما هو مثلها وما هو أخطر منها، ومع ذلك استمرت ثورتنا الجنوبية وستستمر حتى تحقيق الهدف الذي سقط لأجله الشهداء.
ما يؤخذ على حالة حمى التفويض والتمثيل اليوم هو أنها تأتي في وقت يشهد الإقليم والعالم أحداثا وتطورات تتطلب التقارب بين قوى المجتمعات عامة، وليس فقط المجتمع الجنوبي، وقت لايقبل فيه بالتفسخ والتمزق بل يتطلب التقارب والالتحام والتوحد..!.
ما يواجهه الجنوب داخليا اليوم وعلى أيدي أبنائه يكاد يتفوق في خطورته على ما يهدد هذا الجنوب سواء من اليمن أو الإقليم، ولهذا بات من الضروري الاحتكام للغة العقل ونبذ الأنا، والسعي لخلق إجماع جنوبي يحفظ التعدد الجنوبي ويجعل مصلحة الجنوب هي الأعلى!!.
الجنوبيون حيثما وجدوا في أي مكونات أو أحزاب أو مجالس أو غيرها يمتلكون حق المشاركة في صناعة ورسم ملامح مستقبل هذا الجنوب، لأنهم باختصار ينتمون إلى هذا الجنوب، وعلى ذلك يجب أن يرتقي العقل الجنوبي ليتقن التعاطي مع هذه الحقيقة، وإن لم يستسغها!!.
مازال هناك متسع من الوقت لمراجعة بعض المواقف وتعديل واستبدال بعض مصطلحات الخطاب التمزيقي والتنفيري والاستحواذي، والعودة إلى الخطاب الجامع، حتى وإن تعارض هذا الخطاب مع بعض ما تهواه أنفسنا وتفرضه علينا مصالحنا الشخصية...!.