انزعوا فتيل التوترات الداخلية

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
نذر خطيرة للغاية تلك التي تطل برأسها في الساحة الجنوبية، مستغلة عوامل كثيرة أمام هذه التحديات يصعب التكهن بما سيكون عليه الحال على المدى القريب، على صعيد المحافظات الجنوبية، التي هي تحت أعباء حياتية كثيرة، الأمر الذي يمكن أن يجعلها ساحة تصفية حسابات لدى أطراف كثيرة عندها تتعمق مآسينا.
وإذا أردنا تجنيب أهلنا المزيد من سفك الدماء والدمار والفتن فلا يوجد سبيل إلى ذلك إلا من خلال نزع فتيل التوترات الداخلية، وخلق توافق جنوبي يشمل كافة الأطياف السياسية والاجتماعية، عندئذٍ يمكننا سد الكثير من الثغرات القائمة في الجسد الجنوبي.
أي أننا وبلا مداهنة لأنفسنا ماضون في اتجاه تكرار مآسي الماضي. ولكن هذه المرة على نحو قد يجهض تطلعات وآمال شعبنا المشروعة.
دون شك هناك معطيات إيجابية على صعيد وحدة المقاومة الجنوبية ورموزها الوطنية التي أظهرت في الملمات أنها على قلب رجل واحد. وهذا بحد ذاته مدخل لتحقيق تلاحم جنوبي عارم.
ذلك لا يكون إلا عبر إشراك الجميع في إدارة الوضع على مختلف الصعد الحياتية، من منطلق أن الجنوب يتسع لكل أبنائه، وهذا الدور ينبغي أن تجسده القوى السياسية الفاعلة على الأرض التي في مقدمتها المجلس الانتقالي والأطياف السياسية الجنوبية الفاعلة الأخرى، عبر برنامج عمل سياسي يستوعب الجميع، وبأفق سياسية طموحة تستشعر صعوبة المنعطف الراهن الذي تمر به.
فالمنحى التوافقي هو الطريق الأمثل، وهو بالطبع لا يأتي طواعية بقدر ما هو مرتبط بدور الرموز السياسية الجنوبية، التي ينبغي أن تبذل جهوداً مخلصة في هذا الاتجاه، الذي بدونه تطول معاناتنا وترتفع ضريبة الدماء التي تدفعها جراء هذا الخلل الذي لم يتم العمل على تجاوزه.. فعلى الرغم من أننا لم نصل بعد إلى حالة تحقيق الدولة الجنوبية إلاّ أن معطيات الواقع تشير إلى حجم المحاذير والحساسيات التي نكنها تجاه بعضنا، ربما بحكم مآسي الماضي الجنوبي بكل حلقاته.
وهو الوضع الذي يستدعي في الوقت الراهن إشعار الجميع أن الجنوب يتسع لكافة أبنائه، وأن لا مشاريع استحواذ على السلطة لأي طرف كان ذلك يأتي عبر خلق آلية إشراك الجميع في إدارة أوضاع البلد الراهنة، وبناء هيئات أو مرجعيات من كافة الأطياف، تكون قادرة على خلق التوازنات المطلوبة في إدارة شؤون الحياة الراهنة في عموم المحافظات، وتحديداً في عدن، التي يشوب واقعها كماً من المناكفات الحادة والمحاذير الواسعة التي دون شك أدت إلى ما هو عليه الحال من اختراقات عميقة يدفع ثمنها البسطاء من أبناء مجتمعنا الذي لا ينبغي أن نعمق معانات سكانه عبر بوابة المآسي التي يمكن الحد منها وتجاوزها بإرادة جنوبية موحدة.
ودون تحقيق ذلك، علينا أن ندرك أننا أمام تحديات كبيرة يمتد ضررها إلى الوطن ومستقبل أبنائه وأجياله اللاحقة.. فهل لدينا رموز موحدة في هذه الاثناء؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى