أين يكمن الخلل ياشبوة؟

> مقبل محمد القميشي

>
مقبل القميشي
مقبل القميشي
موضوعي اليوم عن شبوة، شبوة الحضارة والتاريخ، شبوة الثروات المتعددة، شبوة الأرض والإنسان، ولما تتطلبه شبوة من تصحيح للخطأ، والعمل العشوائي لابد من البحث عن المفيد وتقديم النصح والتنبيه للأخوة في شبوة، وخاصة منهم القائمين على شؤونها، ولكني لا أدري كيف أبدأ بالكتابة عن شبوة؟ (فكرت كثيرا) ودار في ذهني كثير من الأسئلة وقضايا كثيرة وشائكة، والتي تقع مسؤوليتها على عاتق كل أبناء المحافظة، رئيس ومرؤوس، وينقصها (مهاتير) من أبنائها ليبدأ بالتخطيط والتنفيذ حسب ما يمليه عليه الضمير، ولكن من أين أبدأ، هل أبدأ من بيحان الصمود الذي يقاتل أبناؤه لوحدهم كل يوم، ولم نشاهد تعبئة تذكر من بقية المديريات الأخرى لدعم ومساندة لهم ضد العدو المشترك، والذي كان من المفروض على أبناء شبوة دعمهم من كل النواحي، وبكل الإمكانيات، وفي كل لحظة ويوم، أو عن ثروات شبوة المتعددة التي تذهب لغير أبنائها، ولم يستفيد منها أهلها، أم أكتب عن ضياع المكانة التي كانت تتمتع بها شبوة وضيعها ضعفاء النفوس الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة فقط، وأصبحت شبوة اليوم تابعة للغير وبدون مكانة كما كانت في السابق مع الأسف، أم أكتب عن الدماء التي تهدر دون سبب في أغلب الأحيان نتيجة لتأجيج الثارات وعدم احتوائها؟!
أم أكتب عن الأمن الضايع في محافظتي الغالية شبوة، أم أكتب عن غياب المشاريع والتي لم نسمع حتى الذكر عنها من قبل المسؤولين، أم أكتب عن الكهرباء (المفقودة) التي كان يحلم بها المواطن في شبوة، أم أكتب عن المرضى الذين يعانون من الذهاب إلى عدن والمكلا، نتيجة لعدم توفر الخدمات الطبية المتكاملة في شبوة، أم أكتب عن الشباب الخريجين من المعاهد والجامعات الذين لم يتم استيعابهم في العمل كلا في مجال اختصاصه، أم أكتب عن التهريب للبشر، الذي يأتون من أفريقاء عبر السواحل، وفوق هذا عند وصولهم يحاول ضعفاء النفوس ابتزازهم وسرقت أموالهم تحت تهديد السلاح؟!
ألا تعلمون ياقوم إن هؤلاء المساكين والمغلوب على أمرهم سيعودون يوما إلى بلادهم وينشرون عنا تلك السلبيات، ويعتبروننا كلنا مذنبين الصالح والطالح، يا أسفاه على رجال شبوة وسمعت أبنائها التي ضاعت بسبب مجموعة من اللصوص وضعفاء النفوس، أمور كثيرة غائبة ومبعثرة تحتاج إلى ترتيب، وربما مقصودة، دهورت شبوة من جهات مجهولة في المحافظة ومتعودين على ذلك التدهور منذ زمن مضى ويحتار الإنسان في تقييمها ومعرفت فك شفراتها، وهذه الأمور بحاجة إلى وقفة وتفكير وتمعن وتخطيط لتصحيحها ومتابعة الفاسدين، والحقيقة لابد لنا أن نعرف كمواطنين أين يكمن الخلل؟ بعض المسؤولين في شبوة لا أعتقد بأنهم يستطيعون الجواب بصراحة عن هذا السؤال، وربما يكون جوابهم إن شبوة تمام التمام! الأمن مفقود وحتى وإن استتب نوعا ما في الأونة الأخيرة بوجود النخبة، والتي سنتكلم حول مهام عملها في نهاية هذا المقال، لكنه لايزال هشا، الثروات وما بقي منها بعد ظفرت المتنفذين مهدورة، ولا محافظ سابق أو في الوقت الحالي استطاع أن يسيطر على مقوماتها، وأين تذهب هذه الثروات أو حتى معرفة منهم الشركاء من المتنفذين السابقين أو ربما وكلاء جدد لهم وتوقيفهم عند حدهم.
والسؤال الأهم والمفيد هل يوجد رجل أو رجال مثل (مهاتير) لوضع الخطوط العريضة والطويلة وتحديد الاتجاهاهات لتطوير شبوة اقتصاديا بوجود الإمكانيات والثروات الهائلة فيها؟ لا تقل إن ماليزياء دولة كبيرة وتحتاح إلى تلك النهضة العملاقة، فلا تنسَ أنها كانت قرى وجزر نائية شبيهة بواقعنا اليوم، أو يمكن نحن أفضل منها كما كانت في السابق، وعن طريق التخطيط السليم وقذف المفسدين أصبحت دولة عملاقة اقتصاديا، ولا تقل أيضا، إنناء لازلنا ضمن دولة اليمن، انظر إلى حضرموت يشتغلون بصمت، وربما 50 % من ثرواتهم تعود إليهم الآن.
نحن بحاجة إلى رجال يشتغلون شغلا نضيفا بعيدا عن الفسدة والمفسدين، بحاجة إلى أن نتحرك ولو خطوة واحدة إلى الأفضل، بحاجة إلى وجود (مهاتير) شبواني بصدق يخرجنا من التخلف والجهل والفقر أيضا، فهل نصل إلى ذلك الهدف؟ نعم إذا توفرت النوايا الحسنة والإخلاص في العمل وتفضيل المصلحة العامة على الخاصة ستحدث المعجزة بإذن الله (مع العلم إننا سئمنا من النصائح العامة) ولكن في المستقبل إن لم يكن تغيير في شبوة إلى الأفضل سنبدأ بالتحرك وكشف المفسدين وأصحاب المصالح الخاصة، النخبة الشبوانية هي مؤسسة أمنية ولا تتبع القوات المسلحة حتى الآن، ومهمتها هي حماية الشركات ومتابعة المخربين أينما كانوا في نطاق مهمة جغرافية المنطقة المسؤولة عنها، وفي الأونة الأخيرة سمعنا إيجابيات لها وتشكر عليها، وإذا هناك سلبيات بحاجة إلى تصحيحها، نعم حمل السلاح ظاهرة غير حضارية، ولكن بشرط ألا يكون (السلاح ممنوعا، والقتل مسموحا) أقصد بذلك إن شبوة واسعة ومترامية الأطراف وربما يصعب السيطرة عليها من ناحية أمنية على الأقل في الوقت الحاضر، (لا بأس أن يتم ذلك المنع داخل المدن) والسيطرها عليها، وهذه الخطوة تجربة عظيمة لو نجحت، حتى وإن كانت تلك الخطوة تتبع مهمات الأمن التابع للدولة وليس للنخبة، ولكن طالما والدولة لن تقدر على تحمل مسؤوليتها من ناحية أمنية فذلك خير ما فعلت النخبة، ويشرفنا أن نكون المبادرين الأوائل في شبوة للمحافظات الجنوبية من ناحية حضارية خالية من المظاهر المسلحة، على كل حال المحافظة بحاجة إلى التفاهم بين كل أطياف المجتمع وإلى التغيير في الفكر والتخطيط، وإلى الإخلاص في العمل، وما أنا إلا شخص تهمني مصلحة أهلي وناسي في محافظتي شبوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى