عـصـا أبـي

> أحمد الجعشاني - الرياض

> وقفت بجانبه وهو جالس على كرسي خشبي أسود يكسوه بطانة من الجلد الناعم ذو ريش أبيض، كان اعتاد الجلوس عليه كلما خرج من غرفة نومه الصغيرة، وعصاه مستلقية بين ذراعيه، يردد بصوت خافت أجش أذكارا اعتاد تلاوتها كل حين، أمسك بقبضة يده اليمنى ولف أصابع يده على رأسها المعقوف المنحني في نصف دائري، مصنوعة من رخام صيني أبيض بخطوط رمادية، ثم وضع عمامته الصوفية على رأسه وانتشل من جانبه شالا كشميريا ذا اللون البني المطرز بخيوط سوداء، كنت قد أهديته إياه منذ زمن طويل، حاول أن يقف متكئا عليها فلم تساعده قواه، اقتربت منه قليلا وأمسكت بيده محاولا مساعدته، نظر إليَّ بوجه عابس متحسر، وقاضما شفتيه بأسنانه منزعجا من حاله وضعف قواه، وعصاه التي لم تعد تسانده كانت هي الشيء الوحيد الذي لازال محتفظا بها من أشياء كثيرة تركها والده بعد وفاته.
أحمد الجعشاني الرياض - المملكة العربية السعودية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى