الجنوب يتسع للجميع

> مازن الشحيري

>
مازن الشحيري
مازن الشحيري
هذا هو الشعار الذي به نستطيع الخروج من مشاكلنا السياسية في الجنوب، والتي نعاني منها منذ العام 67م إلى يومنا هذا، وهذا الشعار لا يعنى ألّا نختلف أو ألّا تكون لنا وجهات نظر متباينة، ولا يعني أيضا أن نكون قطيعا مسيرا بلا رأي، لكن يعني أن يعمل الكل على تحقيق الأهداف الوطنية، وألّا نكون حجر عثرة أمام أي مشروع وطني لمجرد العرقلة فقط لا غير.. فنحن مازلنا في مرحلة الثورة ولم نتجاوزها بعد حتى ندخل في مرحلة التنافس السياسي الذي تمارسه كل دول العالم في مرحلة الاستقرار لكسب الجماهير وزيادة الشعبية للفوز بالانتخابات. فهنا يكون التنافس السياسي مبررا وظاهرة صحية.
أما في مرحلة مثل التي نمر بها، وهي مرحلة الثورة لاستعادة دولتنا، فمثل هذه المشاريع السياسية لا تخدم القضية الجنوبية، بل تترك المجال ليتحوّل الجنوب إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول الإقليمية، مستغلة مثل هكذا وضع، من خلال دعم كل الجهات المتنافسة مقابل تحقيق أهداف تلك الجهات الداعمة. والأمثلة على ذلك كثيرة لدول في المنطقة، مما يعني في الأخير الخروج عن المصلحة الوطنية ورهنها برغبات ومصالح الإقليم أو حتى جهات حزبية أو منظمات معادية لهذا الشعب.
وأنا هنا أذكِّر بأننا في الحراك الجنوبى كنا قد عانينا من هذه المشكلة منذ البداية، وكان أول من دعا إلى توحيد كل فصائل الحراك بكل انتماءاتها فى كيان واحد هو القائد المناضل حسن باعوم في 2009..
فما الذى تغيّر الآن؟ لماذا نرجع خطوة للوراء؟ لماذا لا نرى مبادرات لتوحيد الصف؟ لماذا نركز فقط على نقاط الاختلاف ونترك النقاط المتفقين عليها، وهي الأكثر والأهم. وكلامي هنا ليس موجها لجهة معينة، بل لكل الجهات الجنوبية الموجودة في الساحة، أقول لهم بكل صراحة إن لم تقبلوا ببعضكم وتُوحِدوا جهودكم بالحد الأدنى في الأهداف المتفق عليها، وترك خلافاتكم جانبا، فأنتم خونة لهذا الشعب ودماء الشهداء.
واعلموا أن الشعب في الأخير لن يسكت عنكم، ولن ينسى من خذله.. وكما كان الشعب دائما معكم وسندكم، وهو من وضع ثقته بكم لتحقيق أهدافه، فإن الشعب نفسه هو من سيتصدى لكم، في حال خروجكم عن أهدافه وثوابته الوطنيه الذي ضحى من أجلها بدماء أبنائه، فالجنوب ليس ملكا لأحد.. الجنوب يتسع للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى