ومن الحب ما قتل!

> غلام علي

> نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
غلام علي
غلام علي

ما الحب إلا للحبيب الأولِ
كم منزلٍ في الأرض يألفهُ الفتى
وحنينه أبداً لأول منزلِ
في الساعة السليمانية، وعند بلوغ النشوة ذروته، أخذني صاحبي بكل تلابيبي، ولم يدع لي مجالا للتفكير قائلاً:
في إحدى زياراتي للخارج، وفي نزهة بمعية صديقتي الأوروبية، ورذاذ المطر بنسماته الباردة، يلفح وجوهنا، اختطفني شريط الذكريات، وأعادني للأيام الخوالي، حيث استبد بي التفكير بالماضي الجميل (الحب الأول) وبدون شعور أخذت أردد رائعة بن حمدون:
I love you I love you
باحبك باحبك
حتى لانته راجم بي باحبك
باحبك ملا قلبي باحبك
حتى لانته ما تسمع باحبك
والله والنبي ما رجع باحبك
وقد تملكتها الدهشة والاستغراب، عندما طلبت مني ترجمة تلك الرائعة قائلة:
غير معقول، لا يمكن ذلك، لا يعقل أن تحب شخصا لا يودك!
كيف ذلك، ممكن التوضيح؟
وكانت صدمتها أكثر عند سماعها:
مابى بديل
يعذبني يحرقني أنا حبه وباه
يبا يسلب يبا ينهب يسوي مشتهاه
مكاني باه ذا خلي وفرقه مستحيل
مابا بديل
قالت لي والدهشة آخذة بتلابيبها:
- أيوجد عندكم هذا النوع من الحب؟ أي حب هذا؟!
وربما قد خانني التعبير بعض الشيء في الترجمة ومنها:
(يرفسني، يدحقني، يرمحني، يدقدقني أنا حبه وباه).
وخوفا عليها من هول الصدمة، أخذتها واحتفظت بها لنفسي، وشليتها في كلافيسي، ولم أطلعها على صورة ملهمتي ذات الأنف المقعر والوجه المفلطح والشعر الأجعد، رأسها كما كتلي الشاهي حق أمي، ودراشيمها دراشيم، وعادها تتدلع، اللهم لا شماتة.
وقبل أن تودعني وهي تردد
NO, no my love
It's very too much
لا يا هبيبي هذا كثير
يحرقني يعذبني أنا حبه وباه
هذا كثير
وبعيدا عن السريالية والنرجسية المفرط، هي لا تعلم وغير مستسيغة لواقع معاش أكثر عمقا وأبعد من الافلاطونيات والشكسبيريات، بل وحتى مجنون ليلى، لوعة ووجدا وهياما.. قدر مكتوب نستحبه ونعشقه زادا للرحلة في السفر الطويل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى