في ذكرى ميلاده.. معارك أدبية في حياة طه حسين

> «الأيام» أنهار

> حلت الأسبوع الماضي الذكرى 128 لميلاد طه حسين، عميد الأدب العربي، الذي ترك خلفه إرثا أدبيا كبيرا، دارت حوله معارك أدبية كثيرة؛ أبرزها مع تلميذه محمد محمود شاكر، بخصوص كتابه “في الشعر الجاهلي” ورأي عميد الأدب العربي في المتنبي.
*في الشعر الجاهلي
رغم مرور سنوات طويلة، تظل قضية كتاب “في الشعر الجاهلي” واحدة من أشهر الأزمات التي واجهها الأديب الراحل، حيث تسبب الكتاب في ضجة عارمة، بعدما حلل الشعراء الجاهليين وقصائدهم، مستشهدًا بأدلة أدبية وتاريخية ولغوية، واستنتج أن بعض القصائد الجاهلية نُسبت زورًا لمؤلفيها.
محمود محمد شاكر، تلميذ طه حسين، الذي تبناه في بداية حياته واقترح عليه الدراسة بكلية دار العلوم حتى ينمي موهبته الأدبية، أكد أن رأي عميد الأدب العربي مقتبس من المستشرق الإنجليزي «مرجليوث» الذي نشر في عام 1925 بحثاً بعنوان «أصول الشعر العربي» في مجلة الجمعية الآسيوية الملكية التي كان يرأس تحريرها، حيث ينكر وجود الشعر العربي قبل العصر الأموي؛ بمعنى أن الشعر الجاهلي والإسلامي الذي بين أيدينا إنما كتب أو نحل واختلق ولفق في العصر الأموي وما تلاه.‏
وكان تفسير شاكر لموقفه بأن «مرجليوث» ليس عنده من أدوات النظر في العربية، وإدراك أسرارها، ما يجعل لرأيه قيمة، وهذا أمر يرجع إلى الطبيعة، فليس اللسان لسانه، وليس الأدب أدبه، وليس التاريخ تاريخه، فضلاً عن فساد طويته، ومقصوده من دراسته، ما يفسد منهجه، ولا يريد من وراء دراسته إلا تشويه وإفساد ومسخ الفكر العربي وتاريخه، حيث رأى أن«مرجليوث» مغالياً في هذا الإفساد، ومغاليا في حقده على العرب، والمسلمين، وأنه يهودي يقطر حقداً.
*مع المتنبي
كما رد شاكر في كتابه «المتنبي» على ما قاله طه حسين في «مع المتنبي»، خلال معركة قامت بين نظريتي «الترجمة ودراسة تاريخ الأعلام»، إحداهما تعتمد على تمزيق الحجب عن الشخصيات على أساس إثارة الشكوك وافتراض الفروض ثم التدليل عليها، والتي تبنها حسين، والثانية تنظر في تجرد علمي إلى مختلف العوامل التي أثرت في تكوين الشخصية من غير تحيز أو خصومة والتي تبنها شاكر.
فتساءل شاكر في كتابه عن سبب شك عميد الأدب العربي في نسب أبي الطيب، قائلا إن الدكتور يزعم «أنك إذا قرأت ديوان أبي الطيب مستأنيا متمهلا لا تجد فيه ذكرًا لأبيه وإنك تجده لم يمدحه ولم يفخر به ولم يرثه ولم يظهر الحزن عليه حين مات، وهذا كاف في تشكيك العلماء في نسب أبي الطيب»، مضيفا: «فليحدثنا الدكتور طه أيكون لزاما على كل شاعر أن يمدح أباه وأن يفخر به وأن يرثيه وأن يظهر الحزن عليه حين يموت؟ فإن لم يفعل الشاعر ذلك فهو شاعر لا يعرف أباه».
وأكمل شاكر: «لقد عرف الدكتور أن المتنبي هو الشاعر الذي رمى شعراء عصره فأصماهم فغلبهم فذهب بأرزاقهم عند الأمراء، كان يستطيع أن يفعل ما فعل جرير وأن يفخر بأبيه السقا على أبي فراس الحمداني وغيره من أشراف الشعراء في عصره، وعرف أن كثيرًا من الشعراء غير جرير قد فخروا بآبائهم على من كان أكرم أبا وأما، فماذا يفعل الدكتور بعد ذلك. إنها لمشكلة تلد مشكلات، إذن فما الذي يضيره أن يقول: أما المتنبي فلم يستطع شعره أن يغلب غروره ولم يستطع أن يضيف إلى أبيه ما ليس فيه»، متابعا: «أشفق على الدكتور طه حسين من بدوات عبقريته فهي تصور له الأشياء كما تريدها لا كما يجب أن يكون فيتورط فيحتال فتكون حيلته كالكذبة البلقاء لا تجد من يسترها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى