شماعة الشرعية

> مازن الشحيري

> الذي أفهمه أنا وأي إنسان عاقل، أكان جنوبيا أو غير جنوبي، أننا قبلنا الشرعية، لظروف الكل يعرفها، ولا يوجد داعي لذكرها مرة أخرى.
لكن الذي لا أفهمه ولا يفهمه أي إنسان عاقل، كيف تُفرض علينا الشخصيات التي تمثل الشرعية المعادية لنا ولقضيتنا الجنوبية، إضافة إلى أنها معروفة بفسادها، سابقا وحاليا، شمالا وجنوبا. وخصوصا أن مقر الشرعية بعاصمتنا عدن، فأقل شيء أن يتم اختيار أشخاص تكنوقراطيين، ومن ذوي الاختصاص، أي لا يمثلون أي حزب أو فئة، بل متخصصون ومحايدون، ومن ذوي الاختصاص، ومعروف عنهم نزاهتهم، يمثلون الحكومة، كحل وسط وتقديرا لتضحيات هذا الشعب. أما أننا نقبل بشرعية، وبأشخاص معروفين بعدائهم للجنوب وقضيته، وفاسدين، فهذا الذي لا أفهمه ولا يفهمه أحد.
يا قيادة الجنوب السياسية والعسكرية والمقاومة.. القبول بشرعية شيء، لظروف معينة فرضت علينا والكل يتفهمها، والقبول بالأشخاص الذين يمثلونها شيء آخر، هذا إن كنتم تفقهون.. وهناك ألف حل وحل غير القبول والرضوخ لشماعة الشرعية.
أما إذا كان الهدف هو حصولكم أو مشاركتكم في الحكومة فقط بغض النظر عن الأشخاص الموجودين فيها، فأنتم - للأسف - لا تختلفون عنهم فى استغلال الفرص للوصول إلى المناصب.. وبهذا التصرف إن كان بقصد أو بغير قصد تحولون الجنوب إلى كيان لا حول له ولا قوة، وليس له أي ثقل، وينطبق علينا المثل الشعبى القائل “الذي تعرف ديته اقتله”، والدية أصبحت معروفة منصب هنا أو منصب هناك.
وحتى إن وجدت قيادات جنوبية نزيهة ونثق بها يرى البعض أن مشاركتهم بشرعية ممثلة بالحكومة يصب بمصلحة الجنوب قد يكون هذه صحيح لكن فى ظل حكومة نزيهة محايدة كما قلنا، وإلا تتحول المشاركة فيها إلى غطاء لها ولفسادها وخدمة مجانية لاستمرار الفساد تحت شماعة الشرعية.
لذلك، إما أن يكون لكم موقف واضح وصريح، ومن خلفكم الشعب الجنوبى قاطبة، وتوصلون رسالتنا للعالم أجمع، وعلى رأسه دول التحالف العربى، إن قبول الشرعية لا يعني أن نقبل فسادها، قبولنا الشرعية لا يعني تقاسم المناصب مع الفاسدين، إن قبولنا الشرعية لا يعني تحويل الجنوب وشعبه إلى غطاء للفساد وغنيمة يعبث بها الفاسدون، بسبب شماعة الشرعية.
أو أنكم اخترتم طريقكم في الجانب الآخر الذي عاجلا أو آجلا سوف يتصدى له شعب الجنوب كما هو عادته، فهو شعب صبور، وهو كذلك شعب حر، في آخر المطاف لن يقبل الذل أو التفريط بالأهداف التي ضحى من أجلها بدماء الآلاف من أبنائه شهداء وجرحى، ومازال يضحي حتى اللحظة.. فالخيار لكم، أين تضعون أنفسكم؟
مازن الشحيري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى