إدارة الأزمات بطريقة امتصاص الصدمات !!

> شرف مراد

> في أحد البلدان قرر الوالي أن يرفع ثمن السكر 10 % فقام باستدعاء مستشاره المقرب وطرح عليه الأمر قائلا: «أريد أن أرفع ثمن السكر بزيادة 10 % إلى سعره الحالي فما هي الطريقة المناسبة لتفادي حدوث غضب شعبي جراء القرار».
قال له المستشار: «أعطني مهملة أسبوعين فقط وكل شيء سيحدث كما تريده».
قام المستشار باستدعاء أتباعه الذين يستخدمهم كأبواق وجواسيس في المدينة ووجههم أن يقوموا ببث شائعات في أحياء وأسواق المدينة مفادها أن الوالي سيقوم برفع أسعار مادة القمح والسكر والأرز بنسبة 25 % إلى السعر الحالي وسرعان ما انتشرت الإشاعة في أرجاء المدينة، وأصبح الجميع يتحدثون ويتشاكون من هذا الظلم، ويشتمون الوالي، ويصفونه بالظالم واللص.
بعد أيام من حالة الاستياء والسخط الكبير في المدينة اتفق مستشارو الوالي جميعا أن يدخلوا عليه ويسألوه عن حقيقة الأمر، ويطلبوا منه تخفيف القرار وأن يرفق بالناس نظرا لحالتهم المعيشية الصعبة.
وبالفعل دخلوا على الوالي وأخبروه بما يتردد في أوساط المجتمع من أخبار وسألوه عن جدية الأمر فقال لهم إن الدولة تواجه تحديات، وتمر بظروف صعبة، ولابد من البحث عن موارد لتغطية العجز، ولذلك قررنا رفع أسعار السكر والأرز والقمح بنسبة 25 %.
بعد نقاش طويل أقنعوا الوالي أن يتراجع عن قراره بتخفيض الزيادة السعرية من 25 % إلى 15 %، ووافق وخرجوا وهم يشعرون بفرحة ونصر وحملوا الخبر إلى سكان المدينة بأن الوالي - حفظه الله ورعاه - خفض 10 % رفقا بشعبه ورحمة بهم.
عندما سمع الناس الخبر تراجعت حالة الغضب والاستياء والسخط نصف ما كانت عليه، وهدأ الناس وتقبلوا الخبر كونه أخف ضررا من الأول، وبعد أيام أصبح الأمر شبه مستساغ.
بعد أسبوعين جاء المستشار المقرب الذي دبر الخطة وقابل الوالي وقال له اليوم ستعلن لشعبك رسميا قرار رفع 10 % في سعر السكر فقط وأنك استثنيت الأرز والدقيق وأيضا تراجعت عن 15 % إلى 10 % فقط لسعر السكر فقط وبقية المواد ستبقى على سعرها القديم.
أعلن الوالي قراره وإذا بالناس تهتف يحيا العدل عاش الوالي بالروح بالدم نفديك يا والينا المعظم، وعمت الفرحة وغمز المستشار للوالي وخاطبه قائلا: «بهذه الطريقة تدار الشعوب وتبقى العروش يا مولاي»!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى