كل الاحتمالات مفتوحة

> رائد الغزالي

>
رائد الغزالي
رائد الغزالي
إلى الذين يشعرون بقلق حول الجنوب من تقلبات المشهد.. الاشتباكات بين قوى صنعاء حدثت بالفعل، فلا تستعجلوا في تقريب الأحداث وتصويرها بأن ما تخشونه سيحصل، لأن الأمور تحتاج إلى أيام أو أسابيع ليتبين لنا ما توحي به المؤشرات.. وأنا أتوافق مع ما تشعرون به، لأن قولكم هذا جاء وفقا لمعطيات الواقع، لكون الكثير من الشعب الجنوبي قد راق له الجو وظن أن التحرير حدث، فالتحرير ليس بالحصول على مناصب عسكرية، وتسجيل الكثير من المجندين، وكثير من الأطقم، رغم أننا استفدنا منها في حفظ الأمن ليس إلا.
لماذا لم أقل تحرير؟.. لأننا لم نكن أصحاب القرار، رغم التضحيات من أجل ذلك، وبدلا من أن نكون كذلك أصبحنا أتباعا للتحالف بقيادة السعودية والإمارات، ولم نحصل حتى على الاستقرار المعيشي وعودة الخدمات الأساسية، والعسكريون والأمنيون مرتباتهم تأتي شهر وتعلق أشهرا، ولأن الجنوبيين لم يحصلوا على السيطرة الفعلية على الأرض وإدارة الموارد والمقدرات، ولم تتم مطالبة التحالف بذلك رغم أن هناك من النخب عندنا في الجنوب قد نادوا التحالف بالعمل على تنظيم الأمور العملية والإدارية، وحذروا من استمرار الوضع مفتوحا دون تنظيم.
لكن التغافل استمر وكانت الثقة مفرطة بأن التحالف شريك لنا، وكان على دول التحالف أن تعمل على ذلك وعلى وجه الخصوص الإمارات، لأنها هي من تدير الموانئ والمطارات لتسليمها تدريجيا لأبناء الجنوب بشكل منظم، وكانوا سيفعلون ذلك وكان ذلك سهلا عليهم، لكنهم استغلوا التعاطف والمجاملة المفرطة لهم ومدحهم من قبل الكثيرين خاصة من الذين حصلوا على هدايا ولم يجدوا في طريقهم من يقول لهم ذلك، وكان من يقول ذلك يتم تخوينه.
فأحضرت السعودية حكومة باسم الشرعية ينهبون ويتسلطون على حقوق المواطنين، الذين ومع كل أسبوع حالة الشعور بالتذمر تتضاعف لدى معظمهم نتيجة سوء الوضع المعيشي.. إضافة إلى ذلك كان أتباع ما تسمى الشرعية يأتون بتصريحات أسبوعية جعلت من المشتركين من أبناء الجنوب في شبكات التواصل الاجتماعي يلهثون وراءها ويتحدثون عنها بدلا من تركيزهم على المطالبة بحقوقهم المسلوبة.
لذا.. في السياسية كل الاحتمالات واردة، والواقع مفتوح على مصراعيه، فهناك وقائع وأحداث قد تطرأ على مستوى الساحة اليمنية، وما يحدث حاليا مثال على ذلك ولكن النتائج والمؤشرات لم تتضح بعد.. وفي الجنوب على أبنائه فرض واقع جديد على التحالف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى