قــصـة شهـيـد "عبدالفتاح عبدالله مسعود إسماعيل" (وفاء و إباء)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> على صوت الانفجارات تعالت أصوات شباب المقاومة (الله أكبر.. الله أكبر)، إذاً هو النصر وليس غيره، انتصرت عدن وانتصر الجنوب.. فرحة النصر لن يشعر بقيمتها إلا أبطالنا في الجبهات، الذين دافعوا عن مدينتهم وصدوا هجمات المليشيات الانقلابية في حرب 2015 ودحروها خارج عدن.
لم يكتف شباب المقاومة الجنوبية بتحرير عدن، وإنما أصروا على تحرير كافة أراضي الجنوب، وذلك بمساندة قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية.
الشهيد عبدالفتاح عبدالله مسعود إسماعيل، كان أحد شباب المقاومة الجنوبية الذين شهدوا فرحة النصر، وعزم وأصر على المشاركة في تحرير كل شبر من أرض الجنوب.
وأثناء دحر عناصر المليشيات في منطقة العلم لاحظ شباب المقاومة بأن عبدالفتاح ليس كعادته وينتابه الخمول بالرغم من إصراره المعهود في دحر المليشيات الانقلابية الكهنوتية.. علم زملاء عبدالفتاح حينها أنه يعاني من وعكة صحية وحرارته كانت شديدة، فضغط عليه جميع زملائه بأن يعود إلى المنزل لأخذ قسط من الراحة، وبالفعل استجاب عبدالفتاح لطلب زملائه وعاد إلى المنزل، وبعد مرور عدة أيام وبدأت صحة عبدالفتاح تتماثل للشفاء اتصل عليه أحد أصدقائه بتاريخ 20/8/2015م من منطقة شقرة بمحافظة أبين وطلب تعزيز من شباب المقاومة لصد هجوم المليشيات الانقلابية في جبل ثرة بأبين، لم يتردد عبدالفتاح عبدالله، فانطلق مباشرة إلى محافظة أبين وتحديدا غلى جبل ثرة حيث كانت الاشتباكات في أشدها، حاولت المليشيات الحوثية أن تسيطر على جبل ثرة ليكون لها بوابة عبور إلى عدن بعد سيطرتها على محافظة أبين..
استبسل شباب المقاومة ومعهم عبدالفتاح بكل ما لديهم من خبرة عسكرية بسيطة اكتسبوها في أقل من أربعة أشهر، لمواجهة ترسانة عسكرية جبارة من قوات المليشيات الانقلابية،إلى جانب خبرات العسكرية الطويلة والمتميزة.
وفي تاريخ 23/8/2015م، وتحديدا بعد مرور ثلاثة أيام من عودة عبدالفتاح إلى الجبهة، لتعزيز شباب المقاومة الجنوبية في جبل ثرة استشهد عبدالفتاح في إحدى المعارك التي وصفت بأنها ضارية، حيث تلقى عبدالفتاح خمس طلقات من رصاص (معدل) في أجزاء متفرقة من جسده، وعلى إثرها نقل إلى مستشفى أطباء بلا حدود، إلا أنه وصل جثة هامدة.
عبدالفتاح عبدالله من مواليد 1970م من أبناء مدينة الممدارة بمحافظة عدن، أب لخمسة أطفال، كان يعمل مهندس سيارات، ترك أولاده وأهله من أجل الدفاع عن دينه وعرضه ووطنه.
رحم الله الشهيد عبدالفتاح وطيب ثراه.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى