النهاية المتوقعة

> عبدالله مجيد

>
عبدالله مجيد
عبدالله مجيد
الكل كان يُجمع بأن القتل هو المصير الأوحد لرئيس عاش طيلة حكمه على القتل وتصفية الخصوم السياسيين وفقاً لتحالفات مؤقتة، ولكن لم يتوقع أحدٌ أن تكون بهذه الطريقة التي تُشبه لحد كبير بالغباء المستحمر، والتي وضعت حداً لحياة رئيس عُرف بالحنكة العسكرية والدهاء السياسي.
علي عبدالله صالح قُتل، نبأ أثار الدهشة والاستغراب والتكذيب والتصديق في آن واحد، وخلق ألف سؤال وسؤال متى، أين، وأبرزها كيف، وهل بهذه السهولة يقتل وو..ألخ.
نعم، قُتل صالح وبذات الطريقة التي حَكم بها البلاد، فمنذ فترة ما قبل تقلد صالح منصب الرئاسة في عام 1978م لجأ إلى إقامة تحالفات للوصول إلى الحكم، وسرعان ما ينقض عليها بعد أن يُحقق هدفه منها، بدءاً بتحالفه الشهير ضد الرئيس إبراهيم الحمدي ومن بعده، ثم تحالفه مع الرئيس الجنوبي علي سالم البيض لتحقيق الوحدة قبل أن يقصيه بتحالفٍ جديد مع حزب الإصلاح وأنصار القاعدة، وشن حربا ضده بصيف عام 1994م ثم الانقضاض عليهم، وخوض حروب ومعارك ضروس وصلت ذروتها عام 2011م، والتي كانت من نتائجها خلعه من حكم البلاد بعد حكم دام 32 عاما، غير أن الراقص على رؤوس الثعابين أخطأ بتحالفه الأخير مع مليشيات الحوثي، والتي رأى بأنه يستعيد من خلالها السلطة المفقودة، متناسياً أن قواته هي من قتلت زعيم الجماعة حسين بدر الدين الحوثي في إحدى الحروب الستة التي خاضها ضدهم لسنين عدة، وعلى ما يبدو أيضًا بأنه يجهل حقدهم الممتد لأكثر من 1400عام للصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، والذي أصبح سبه وسب خلفاء وصحابة الرسول أحد الدعائم الدينية التي تقوم عليها عقيدتهم الاثنى عشرية، فكيف لهم أن ينسوا أو يغفروا له قتل مؤسس حركتهم منذ 13 عاما فقط.
قُتل صالح وهي نهاية أكيدة لرجل قتل وأوغل في القتل، وتحالف ونقض، فالجزاء من جنس العمل.
قُتل القاتل، ولكن الكل كان يتمنى بأن لا يموت في هذه الفترة بالتحديد، وهذا ليس حبًا فيه، ولكن ليتم ما بدأه من انتفاضة ضد المليشيات الحوثية الأشد خطورة على الدين والبلاد، أما مصيره المأساوي فمطلب السواد الأعظم من الشعب، فهو من شن حربه على الجنوب، وأقصى كوادر الدولة، بل وتمادى فيهم بطشًا وتنكيلاً، وهو أيضًا من تحالف مع المليشيات ومكنها من إسقاط صنعاء والانقلاب على الشرعية وغزو الجنوب مرة أخرى في مارس 2015م.
ستشهدُ صنعاء دورة دموية ومعارك وتصفيات، ولكنها في الأخير ستنتهي بين الطرفين المتحاربين بصلح سياسي اضطراري لأجل مسمى، فكما صمت أنصار الحركة الحويثة على دم زعيمهم ولم يأخذوا بثأره لفترة من الزمن، بل تحالفوا مع قاتله، سيتبع ذات الأسلوب أنصار صالح، وفق قاعدة “زعيمكم مقابل زعيمنا وإن عدتم عدنا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى