رسالة ابن الشهيد.. كراسي السلطة بنيت من أشلاء الشهداء

> عبدالكريم محمد عبدالكريم هائل الدقم

> رسالة من ابن الشهيد إلى أصحاب الكروش الكبيرة، المتربعون على كراسي السلطة، التي بنيت من أشلاء الشهداء:
رسالتي إلى قيادة التحالف العربي ونوجهها للمسئولين في حكومة الفساد، لنقول لهم إن دماء شهدائنا لا تسقط بالتقادم، لقد أصبحتم أنتم الخصم، وأنتم الحكم في هذه الدنيا، فلا تنسوا أن هناك آخرة، وهناك رب لا يظلم مثقال ذرة، وهو العلي القدير.
ورسالتي أيضا إلى من يشاهدون دماء الشهداء تنزف واشلاءهم تتناثر في كل زاوية في مشافي دمرها الفساد، وأصبحت تشكو من العفن وأصبح ملائكة الرحمة يعملون في المشافي الخاصة، تاركين أعمالهم واختصاصاتهم، ويتسلمون مرتباتهم من حكومة الفساد.
ثلاث سنوت من تحرير الحبيبة عدن أثبتت خلالها الحكومة فشلها الذريع في تثبيت الأمن، بل والأدهى والأمر فشلهم في توفير الرعاية الصحية في مشافيها، التي أصبح مستوى عفنها ونتنها لا يقل، ويضاهي عفن الحكومة وخبثها، لقد ماتت ضمائرهم وأخلاقهم يوم تحررت عدن.
الشهيد العقيد محمد عبدالكريم هائل الدقم، الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الأحد 19 نوفمبر 2017م بعد أن أصيب بحروق في التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى حماية المنشآت في حي عبدالعزيز يوم 14 نوفمبر 2017م، وظل يعاني وطأة الألم والمعاناة، يعاني أوجع الإهمال والا مبالاة، رغم أن الأطباء أوصوا في تقريرهم بسرعة نقله للعلاج خارج الوطن، وتم ترتيب عملية السفر وتسهيلات استخراج الجواز، بسبب تلقينا وعودا بسفره، وهنا لا ننسى أن نتقدم بالشكر لمصلحة الهجرة والجوازات على تعاونهم وإصدار الجواز لتبدأ رحلة أعذار ومماطلة، كان بطلها مندوب التحالف، الذي سيظل دم الشهيد ودماء جميع الشهداء في رقبته إلى يوم الدين، من الذي خول مندوب التحالف لشئون الجرحى أن يتحول إلى طبيب مختص، ليوصي أن محمد عبدالكريم الدقم لا يستحق السفر، وأنه يستطيع الكلام، أصبح بين عشية وضحاها يقرر سفر من يستحق ومن لا يستحق، ورمى بتقرير الأطباء خلف ظهره.
جريح قدم حياته فداءً لهذا الوطن لا يستحق السفر للعلاج، بينما المقربون ومن لديهم الوساطة تسير لهم رحلات خاصة لعلاج نزلات البرد!
انتقل أبي إلى جوار ربه، وهو قدره وقدرنا، ولكن نناشد من بقي لديه ذرة من ضمير ووطنية أن ينقذ من تبقى من الجرحى والمصابين، ففي علاجهم نعيم يدوم عليكم، متربعين على كراسي سلطتكم وبيننا وبينكم يوما تشخص فيه الأبصار.
صدق سيدنا عمر الفاروق حين قال: “لو أن بغلة عثرت في العراق لخشيت أن يأسلني ربي عنها”، يا سيدي الفاروق تحاسب نفسك على بغلة وأنت الفاروق، ابعث خلقك وخوفك لهؤلاء، الذين يبنون مجدهم من أشلاء الشهداء والجرحى.
عبدالكريم محمد عبدالكريم هائل الدقم / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى