السنة التحضيرية لطلاب جامعة عدن

> تحقيق / خديجة الكاف

> افتتحت قيادة جامعة عدن مركز السنة التحضيرية لأجل إعداد بيئة أكاديمية متميزة، وتجويد مدخلات التعليم الجامعي وإعداد البرامج الدراسية للطلبة المستجدين في الجامعة وتهيئتهم للدراسة الجامعية بحسب متطلبات الجودة، ويهدف هذا المركز إلى تطوير معارف الطلبة ومهاراتهم في العلوم الأساسية ذات العلاقة بتخصصاتهم بما يساعد في إعدادهم الإعداد الجيد، وتحسين مخرجات التعليم الجامعي، حيث يتم القبول بالسنة التحضيرية بإجراء امتحانات تنافسية لطلاب الثانوية الذين لم يأخذوا حقهم بالتعليم الثانوي بشكل صحيح، فالجميع يعلم كيف يتخرج أبناؤنا بشهادات الثانوية العامة.
إن رسوم الدراسة في هذا المركز تقريباً ثلاثون ألف ريال يمني، وهو مبلغ يفوق إمكانيات الطلاب فتصعبت الدراسة الجامعية، وتعقدت عليهم أكثر مما كانت عليه، وماذا لو كانت السنة التحضيرية برسوم رمزية أو مدعومة، أو مجاناً دون أي مقابل لأبنائنا الطلاب لاشك بأنها ستكون أفضل، فالتعليم بشكله العام لابد أن يكون مجانيا كما أشار لذلك أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل بفريق التنمية المستدامة، وفريق حقوق الإنسان، فالطلاب مضطرون لدفع رسوم السنة التحضيرية لمواصلة الدراسة الجامعية.
ومن أجل التعريف بمركز السنة التحضيرية، والهدف من افتتاحه، وما شكله من معاناة وعبء كبير على أولياء أمور الطلاب، فزادت المصاريف الجامعية على الطلاب، حيث أنه لابد من دخول السنة التحضيرية لكي يتمكن الطالب من دخول الكلية التي يرغب بها، فمن ستفيد هذه التجربة؟، ستفيد التجربة بحالة واحدة هي أن تكون السنة التحضيرية مجانية أو برسوم رمزية حتى يتمكن أبناؤنا الطلاب من التقدم لهذه السنة التحضيرية، وتتاح له الفرصة لتعلم مجاني، وليس معقدا.
«الأيام» قامت بتسليط الضوء على هذا الموضوع.
*إعداد بيئة أكاديمية
يوضح رئيس جامعة عدن، الدكتور الخضر لصور، “إن افتتاح مركز السنة التحضيرية هو لأجل إعداد بيئة أكاديمية متميزة لتجويد مدخلات التعليم الجامعي، وإعداد البرامج الدراسية للطلبة المستجدين، وتهيئتهم للدراسة الجامعية بحسب متطلبات الجودة” مشيراً إلى أن المركز يهدف إلى تطوير معارف الطلبة، ومهاراتهم في العلوم الأساسية ذات العلاقة بتخصصاتهم، ما يساعد في إعدادهم الإعداد الجيد وبجودة عالية تسهم في تحسين مخرجات التعليم الجامعي، مؤكداً على أن هدف الجامعة من السنة التحضيرية هو تهيئة الطالب لدخول الجامعة، ولضمان تعليم جامعي هادف للطلاب.
وقال لصور: "أهمية تطبيق برنامج السنة التحضيرية على جميع الطلاب المقبولين في برامج الكليات، وفقا لشروط القبول التي تحددها نيابة شؤون الطلاب، حيث تم تحديد موعد الدراسة في فترة بعد الظهيرة في الكليات التي يحددها مركز السنة التحضيرية، ولكل برنامج من البرامج خطة دراسية منها برامج الكليات الطبية، ويشمل الطب البشري والمختبرات والأسنان والتمريض والصيدلة، وبرامج كلية الهندسة وبرنامجي المحاسبة وإدارة الأعمال، وبرنامج اللغة الإنجليزية التجارية".
ويردف قائلاً: “إن الدراسة في السنة التحضيرية تتكون من فصلين دراسيين، وكل فصل من 14 أسبوعا، حيث يخضع الطلاب لبرنامج خطة دراسية مختلفة عن البرامج الأخرى، وهي مواد دراسية مرتبطة بمستقبل دراسة الطالب”، متمنيا من الطلاب المزيد من الاجتهاد والمثابرة من أجل الحصول على شهادة جامعية تليق بهم وبمجتمعهم، ويكونوا طلابا متميزين قادرين على خدمة المجتمع في كافة مناحي الحياة العملية والحياتية.
وقال إنه تم تدشين العام الدراسي الأول لطلاب السنة التحضيرية لكليات الطب البشري والأسنان والصيدلة والمختبرات والتمريض للعام الجامعي 2017م/ 2018م، وهي أول دفعة في برنامج السنة التحضيرية لهذا العام.
*النظم واللوائح الجامعية
يتحدث في هذا السياق مدير مركز السنة التحضيرية، الدكتور عبدالرحمن عمر باشعيب، قائلاً: “السنة التحضيرية في جامعات الخارج والجامعات العربية كانت متأخرة كثيرا في تطبيقها، والسنة التحضيرية بدأت قريبا تطبق في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، وجمهورية مصر، ويسمونها بالسنة التمهيدية).
د. الخضر لصور رئيس جامعة عدن و د. عبدالرحمن عمر باشعيب مدير مركز السنة التحضيرية
د. الخضر لصور رئيس جامعة عدن و د. عبدالرحمن عمر باشعيب مدير مركز السنة التحضيرية

ويشير باشعيب إلى وجود محاولات لتطبيق السنة التحضيرية منذ عام 2008م من وزارة التعليم العالي ممثلة بالمجلس الأعلى للجامعات اليمنية بتطبيق السنة التحضيرية، ولكن لأسباب مالية توقفت الوزارة عن تنفيذ السنة التحضيرية بحيث يتم تطبيقها في جميع الجامعات اليمنية، موكداً أن جامعة عدن قامت بدراسة هذا الموضوع وتطبيقه بهذا العام 2017م، وهي تجربة سوف تتميز بها جامعة عدن.
ويوضح أن السنة التحضيرية دراسة أكاديمية للطلاب لمدة فصلين، حيث يدرس الطلاب المواد الخاصة، العلوم الأساسية للمتطلبات الجامعية، وهي نفس المواد المقرر دراستها بالجامعة.
وقال إن الهدف المأمول من إقامة السنة التحضيرية للطلاب هو تعريفهم بالنظم واللوائح الجامعية، وتدريبهم على اللغة الإنجليزية المستخدمة في الكليات العلمية.
ويضيف باشعيب: “يقبل الطلاب الذين يحصلون عل نتائج جيدة في الكليات التي قمنا بتدشينها: كلية الطب، وكلية الهندسة بجميع أقسامها، وكلية العلوم الإدارية بقسميها محاسبة وإدارة اعمال، وكلية اللغات بإقسامها، خلال امتحان السنة التحضيرية، وإذا لم تنجح بإحدى الكليات الطبية يستطيع الطالب أن يتقدم بالكلية الطبية الأخرى، فالتقديم والتسجيل للسنة التحضيرية مجانا، ولكن الدخول لامتحان القبول بـ3000ريال، وبعد القبول في السنة التحضيرية يدفع الطالب رسوم (30.000) ريال.
ويشير الى أن عدد المتقدمين في كلية الطب البشري بلغ 1972 طالباً وطالبة، و400 طالب سنة تحضيرية، و100 طالب يقبل في الكلية، والصيدلة 620، وعدد المتقدمين والمقبولين بالسنة التحضيرية بلغ 150 طالباً و120 طالبا يقبل في الكلية، والأسنان 1169 طالبا وطالبة، و150 طالبا بالسنة التحضيرية، و120 يقبل في الكلية والمختبرات، وما بين 484 طالباً و100طالب و60 طالب يقبلون في الكلية، والتمريض 120 للمتقدمين في الكلية، و100 طالب في سنة تحضيرية، و60 طالبا في الكلية، وقد تمت في الأيام الماضية امتحانات القبول للسنة التحضيرية في كلية الهندسة وأقسامها.
*سنة كاملة للاطلاع
يقول أحد الطلاب المتقدمين للسنة التحضيرية في كلية الهندسة إنه “تقدم بدفع رسوم 3500 ريال، قيمة رسوم استمارة التقديم لأداء الامتحان، وبعد النجاح بامتحان القبول بالسنة التحضيرية نقوم بدفع رسوم التسجيل بالسنة التحضيرية وهي 30 ألف ريال يمني، مشيراً إلى أن عدد المتقدمين في كلية الهندسة لهذا العام 2017م، ما يقارب 1000 طالب، وإنه قد سبق وتقدم لامتحان كلية الطب أيضا وكان عدد المتقدمين 1200 طالباً”.
ويستطرد قائلاً: “إن امتحان الطب كان من 6 أوراق بخلاف امتحان الهندسة المكون من 8 أوراق، والامتحان كان في مواد (الرياضيات، والفيزياء، والانجليزي) ونظام الأسئلة يعتمد على نظام الدوائر (النظام الأمريكي)”.
وقال: “إن أسئلة الهندسة صعبة ومكثفة خاصة في مادة اللغة الانجليزية”.
وتقول إحدى الطالبات المتقدمات للسنة التحضيرية بأنها كانت تريد أن تتاح لها سنة كاملة للاطلاع على المعلومات من خلال نماذج الأسئلة وإعدادها لامتحان القبول للكليات المتقدمة إليها، وذلك من خلال دراسة السنة التحضيرية، والتعريف بها لطلاب الثانوية.
ويقول طالب آخر: “إن هذا القرار كان مفاجئا له لأنه أول سنة يقبل عليها بعد تخرجه من الثانوية العامة لهذا العام، ولم يتهيأ للامتحان بشكل كاف، لهذا فإنه أحس بصعوبة الاسئلة”، مضيفاً: “كان الامتحان لثلاث مواد بنفس اليوم، وخلال ثلاث ساعات”.
*مخرجات التعليم الثانوي
يشير بعض أساتذة ودكاترة جامعة عدن الى أن الطلاب الذين يتخرجون من الثانوية العامة غير قادرين على التنافس، وكان الأجدر بالجامعة قبل اللجوء إلى إقرار السنة التحضيرية أن تتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتأهيل هؤلاء الطلاب، وجعل السنة التحضيرية ضمن مخرجات التعليم الثانوي.
وأكدوا بأن الطلاب الذين يدرسون في الجامعة بالسنوات المتقدمة غير مؤهلين بالأساسيات، ولا يجدوا التطبيق الكافي في تخصصاتهم العلمية من تجهيزات ومختبرات، وما إلى ذلك، وكان من الأفضل العمل أولا على تأهيل الطلاب السابقين من النواحي العملية، وبعد ذلك العمل على مخرجات التعليم الثانوي دون ارتباطه بالتعليم العالي.
وقالوا: إن تكاليف السنة التحضيرية المالية غير مناسبة للطلاب، والقائمون على ذلك لم يشيروا إلى نسبة المحافظات التي يتقدم منها الطلاب، وهو ما ينقص من فرصة أبناء المحافظة نفسها، وهم طلاب محافظة عدن الذين لم يتوفقوا بالحصول على فرصتهم لدخول السنة التحضيرية بسبب عدم تحديد النسبة التي سيتم قبولها من المحافظات الأخرى، حيث أن نسبة قبول المحافظات الأخرى أكبر من نسبة محافظة عدن، وهذا يعيق مستقبل الطلاب، ويعرقل اختيارهم لتخصصاتهم المرغوبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى