شهادات مروعة عن جنود مصابين من حراسة صالح ترويها طبيبة في صنعاء

> صنعاء «الأيام» خاص

> "أرجوكِ اقتليني قبل أن يأتي الحوثيون لأخذي" بهذه الكلمات ترجى جندي مصاب من قوات صالح طبيبة بأحد مستشفيات العاصمة صنعاء مطالبا إياها أن تجهز على حياته بدلا من علاجه خوفا من اختطافه على يد الحوثيين وتعذيبه وتصفيته كما جرى مع كثيرين.
فبعد انتهاء معركة "الأيام الستة" التي شهدتها صنعاء منذ الأربعاء 29 نوفمبر الماضي وصولا إلى الإثنين 4 ديسمبر الجاري يوم إعلان الحوثيين مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تتكشف تدريجيا تفاصيل عمليات الانتقام والتنكيل التي قام بها الحوثيون بحق الجنود والضباط الموالين لصالح.
*شهادة صادمة
تروي ممرضة تعمل في مستشفى القدس العسكري صنعاء - احتفظت «الأيام» باسمها واسم الجريح - شهادتها على عمليات اختطاف جرحى من قوات صالح على يد الحوثيين والتنكيل بهم قبل أخذهم إلى أماكن مجهولة.
وتقول، وهي لا تزال تحت صدمة ما شاهدته: "دخلت قسم العناية المركزة لأداء عملي مثل كل مواعيد دوامي ووجدت عددا من الجرحى الذين عرفت فيما بعد أنهم جنود تتنوع إصاباتهم بين البطن والساقين وبعضهم مبتور الأطراف".
وتواصل حديثها: "كان أحدهم يحتاج جهازا للتنفس الاصطناعي بسبب خطورة إصابته بالصدر وعندما اقتربت منه ترجاني بشكل مفاجئ قائلا: أرجوك اقتليني ولا تخليهم يأخذوني، فقلت له من هم؟ فأجاب الحوثيين".
*اختطاف بلا رحمة
لم تتمالك الطبيبة، هي وإحدى زميلاتها اللاتي تواجدن في تلك اللحظة، نفسيهما من هذا المشهد الذي اعتبرته صادما والأول في مسيرتها المهنية منذ سبع سنوات حتى سقطت الدموع من عيونها دون سابق إنذار وحاولت الاستدارة عنه لتمسح دموعها وتسأل من بجوارها ماذا فعل هذا الجندي ليخاف بهذا الشكل فأخبروها أنه من جرحى قوات الحرس الجمهوري أصيب في مواجهات منزل أحمد علي، واحد الذين سقطوا خلال الاشتباكات مع الحوثيين.
وبعد وقت على وصول الجرحى للمستشفى، تضيف الممرضة: "جاء مسلحون حوثيون فجأة ويبدو على ملامحهم حالة من الغضب والإعياء وهم مدججين بالأسلحة وآخرون منتشرون في ساحة المشفى يبحثون في غرف العمليات عن جرحى قيل لهم أنهم نقلوا إليه ويقومون باختطاف كل من يجدوه دون تقدير لخطورة حالته أو تحذير الأطباء بأن إخراجهم قد يعرضهم للوفاة لكنهم لم يستجيبوا وبدلا من ذلك كانوا يطلبون منهم التوقف عن علاجهم".
من غرفة العناية المركزة اختطف الحوثيون خمسة جرحى بعضهم مبتوري الأطراف والبعض الآخر حالته خطيرة، ويستدعي البقاء لإنقاذ حياته بخلاف من اختطفوهم من الغرف الأخرى، وهذا ما حدث بمستشفى واحد، وهناك قصص مروعة ومؤلمة بمستشفيات أخرى.
*ماء الخلاص
في قصة أخرى يطلب أحد المصابين من زميلة الطبيبة بالغرفة ماء للشرب، لكنها تجيبه بأن تناوله الماء خطر على حياته، كونه حديث عملية وشرب الماء سيؤدي إلى انتفاخ بطنه، غير أنه لم يقتنع وظل يترجاها حتى تأثرت وأعطته فشرب وإذا ببطنه تنتفخ وهو يدعي مع زميله بأن يتوفيا بالحال ولا يأخذهما الحوثيون.
ووفقا لشهادة الممرضة فقد كان مصيره الاختطاف مثل أربعة آخرين قد يكونون من ضمن الأسماء المطلوبة لهم ربما بحكم رتبهم أو دورهم العسكري، خاصة وأن اختيارهم يوحي بأنهم كذلك بعكس آخرين لم يختطفوهم وتركوهم في المستشفى مع تشديد الحراسة عليهم.
وتختم حديثها بتنهد قائلة: "لم يسبق أن طلب مني مريض أو جريح تخليصه من حياته، وأكثر ما أحزنني أن هؤلاء الجرحى لم يفعلوا ذلك بسبب خطورة حالة بعضهم وإنما خوفا على حياتهم من الاختطاف والتعذيب والتصفية.. لقد أثرت فيني هذه التجربة حد الصدمة النفسية وأشعر بالرعب من نزعة الانتقام وما أحدثته الحرب بالناس".
*أرقام وجرائم
ولم يصدر عن حزب المؤتمر أو ما تبقى من قوات صالح بيانا يوضح كم خسائرهم أو عدد المخفيين والمختطفين ومن تم تصفيتهم، غير أن وزير حقوق الإنسان بالحكومة الشرعية محمد عسكر قال: "إن حصيلة الضحايا تتوزع بين ألف قتيل ومئات المصابين يشملون مدنيين من أعضاء المؤتمر وأنصارهم وعسكريين من القوات الخاصة والحرس الشخصي لصالح وطارق نجل شقيقه".
وأضاف الوزير في تصريح تناقلته وسائل إعلام: "إنه جرى إعدام العديد من الأسرى، وكذا الجرحى الذين اختطفوا من المستشفيات"، منوها إلى أن "هذه التقديرات أولية وليست شاملة أو نهائية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى