قـصـة شهـيـد "علي ناصر قاسم حسين الثوير" (شهيد عاصفة الضالع)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> حلق وتطيّب، وقال وهو يتناول سلاحه “أنا اليوم شهيد لا أحد يبكي علي”، بهذه الكلمات خرج الشهيد المناضل المقاوم علي ناصر قاسم حسين الثوير، متجها إلى الجبهة ليلتحق بالمقاومين الذين كانوا يرابطون في الصفوف الأمامية للدفاع عن منطقة غول سبولة بالضالع مسقط رأس الشهيد، حيث انضم إلى المجموعة التي كان يقودها ابنه القائد فهمي علي ناصر قاسم الثوير.
يقول رشاد زهير، الذي يعمل على تدوين قصص الشهداء في الضالع، الذين سقطوا في حرب 2015، التي شنتها المليشيات الحوثية وقوات صالح على محافظات الجنوب: “حينما تقدمت المليشيات الحوثية وقوات صالح الانقلابية في الضالع ووصلت إلى مداخل منطقة غول سبولة فرضت حصارا خانقا على أبناء المنطقة، حيث حاولت المليشيات الحوثية وقوات نظام صالح عدة محاولات بهدف احتلال منطقة غول سبولة، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل وذلك جراء المقاومة الشرسة والصمود الأسطوري الذي أظهره أبناء المنطقة، بالرغم من فارق القوة في العدة والعتاد، غير أن ذلك لم يكن في ميزان المقاومين من أبناء منطقة غول سبولة والقرى المجاورة كالجليلة والسيلة والمدسم وشكع والهضبة الذين سارعوا وهبوا لمساندة إخوانهم، والمتسلحين بالعزيمة والاستبسال في مواجهة المحتل الغاشم من مليشيات الحوثي وقوات صالح”.
ويردف قائلا: “في صبيحة يوم الجمعة الموافق 8 /5 /2015م صلى الشهيد المقاوم علي ناصر قاسم، رحمه الله، وحلق وتطيّب وقال لعائلته “أنا اليوم شهيد لا أحد يبكي علي”، حمل سلاحه وتوجه للدفاع عن مسقط رأسه غول سبولة، حيث كان هذا اليوم يوما استثنائيا وفاصلا بكل المقاييس، حشدت فيه المليشيات العدوانية كل قواتها وعدتها لاقتحام منطقة غول سبولة واحتلالها، فدارت معركة شرسة استخدمت فيها المليشيات كافة أنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة، منها المدفعية والدبابات والدوشكا والرشاشات والهاونات و(23)، وكانت أشرس معركة تشهدها الضالع، حيث استمرت (24) ساعة، ولشدتها وشدة كثافة النيران التي استخدمت فيها أطلق عليها في الضالع (عاصفة الضالع) وتناقلتها وسائل الإعلام، وكان الشهيد علي ناصر في الخط الأمامي يستميت في الدفاع عن الدين والعرض وتراب الوطن الذي عشقه عدد قطرات دمه، يوجه ضرباته نحو العدو الذي اشتبك معه وجها لوجه بمسافة تقدر بـ(250) مترا تقريبا، بدأت المليشيات في التقهقر والتراجع إلى الخلف، وبدأت علامات الانكسار والهزيمة تلاحقهم وسط ترديد هتافات وتكبيرات أبطال المقاومة، ووسط هذا الحماس كان الشهيد البطل يطلق النار وهو واقف ويتقدم إلى الأمام وسط تراجع المليشيات، حيث أصيب بطلقة قناص في الرأس ليسقط شهيدا يوم الجمعة الموافق 8 /5 /2015م في جبهة غول سبولة”.
ويختتم زهير قائلا: “الشهيد المقاوم علي ناصر قاسم حسين الثوير كرس جل حياته للنضال من أجل قضية شعبه العادلة ومن أجل العدالة والكرامة وعزة وطنه، حيث يعتبر الشهيد علي ناصر قاسم من مناضلي ثورة 14 أكتوبر وأحد مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين في عام 2007م، وأحد أبرز ثوار الحراك السلمي الجنوبي، ولا تكاد تخلو مسيرة سلمية من مشاركته فيها، وقد قدم حفيده الطالب الجامعي حزام فهمي علي ناصر قاسم شهيدا، والذي تم اغتياله من قبل جنود الاحتلال في 9 /1 /2015م، في الضالع قبل استشهاد جده الشهيد علي ناصر قاسم الثوير بأربعة أشهر.
ولد الشهيد علي ناصر قاسم حسين الثوير في أواخر عام 1947 بمنطقة غول سبولة (7 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة الضالع)، متزوج ولديه ثلاثة أولاد وأربع بنات، أكبر أولاده القيادي في المقاومة الجنوبية فهمي علي ناصر قاسم الثوير.
رحم الله الشهيد رحمة الأبرار وأسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى