ضحايا مجزرة الصولبان في ذكرى استشهادهم الأولى

> علاء عادل حنش

> عصر ذلك اليوم المشؤوم والحزين للجنوبيين عامة إثر اندلاع انفجار أمام بوابة معسكر الصولبان في مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن هز من خلاله أرجاء المدينة هزَّا، وكأنها القشة التي قصمت ظهر الجنوبيين الذين عاشوا في العام 2016 عددًا من المآسي والآلام، تنوعت بين تفجيرات لانتحاريين وسيارات مفخخة وغيرها من الأعمال الإرهابية اللعينة التي يتضح من خلالها الأيادي الخفية التي كانت تقودها حاملةً الأحقاد الدفينة ضد أبناء الجنوب، وليتبين للعالم أجمع مدى المعاناة التي واجهها الجنوبيون وأهالي الشهداء الذين ذاقوا مرارة فراق أبنائهم، وهم في عمر الزهور وفي ريعان شبابهم، تاركين أهاليهم خلفهم يلوكّون جراح الفراق، والذي أقسم لكم بأنهم لن يفرطوا بقطرة دم سالت على أرض الجنوب إلا باستعادة الدولة الجنوبية بكامل سيادتها على حدود ما قبل 22 مايو 1990.
فقد أمست مدينة عدن على دوي انفجار عصر يوم السبت 10 ديسمبر لعام 2016 - وتحديدًا في الساعة الثالثة والنصف عصرًا - وعاش أهالي الشهداء يومًا مأساويًا بعد سماع خبر سقوط أكثر من (51) شهيدًا شابًا بعد أن فجر انتحاري نفسه أمام بوابة معسكر الصولبان، وجرح (50) شابًا جنوبيًا في حادثة اهتزت لها الإنسانية والبشرية، وآلمت معها كلّ القلوب الرحيمة التي تمتلك ذرة من الرحمة، واتضح جليًا عمق الخبث الذي تكنه هذه الجماعات الإرهابية لأبناء عدن ولأبناء الجنوب.
ولكن هيهات أن يحطموا كبرياء الجنوبيين، وهيهات أن ينكسر الحلمُ الذي راح ضحيته آلاف الشهداء، وجُرح الكثير منهم منذُ أن أعلنت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 وحتى يومنا هذا.. وكلهُ من أجل هدف واحد ألا وهو استعادة الدولة الجنوبية.

لقد تجرد هؤلاء من الإنسانية لتتحول عدن - المدينة التي لم تعد الثغر الباسم - إلى مدينة تسودها الدماء والجثث، فتارة تسمع أن تفجيرًا حدث بالمكان الفلاني، وتارةً ثانية تسمع أن قياديًا في المكان الفلاني اُغتيل، وفي ثالثة تسمع أن مكانًا قد فُجر بالكامل، حتى تحولت المدينة الساحلية العريقة (عدن) إلى مسرح للدماء بفعل التفجيرات، ليكون العام 2016 عامًا مفزعًا وشنيعًا.. واسمحوا لي أن أطلق عليه اسم «عام الحزن» الذي أرق مضاجع الجنوبيين.
فهؤلاء الشباب الذين سقطوا لم يكن ذنبهم إلا أنهم انضموا لصفوف الجيش حُبًا في الدفاع عن وطنهم، فكان ذلك اليوم المشؤم - وهم متجمعون ينتظرون صرف مرتباتهم ليخطفهم القدر قبل أن يستلموا أي شيء - تاركين خلفهم وطنا بأمس الحاجة لمثل هكذا شباب يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن وطنهم، ولكن القدر كانت لهُ الكلمة العليا.
واليوم تحل علينا الذكرى الأولى لسقوط شهداء مجزرة الصولبان الكارثية والتي تصادف 10 ديسمبر 2017، ولا يسعني إلا أن أعزي نفسي وأُسر الشهداء الذين سقط أبناؤها في هذه المجزرة وغيرها من المجازر التي وقعت في الجنوب، راجيا من المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى