قـصـة شهـيـد "وليد مرشد حاجب" (بالروح نفديك يا عدن)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> الشهيد وليد مرشد حاجب، من أبناء المعلا بمحافظة عدن، مواليد 1969م، لديه أربعة أولاد.. شارك في العديد من الجبهات القتالية في مديرية المعلا، أثناء الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية بمساندة قوات نظام صالح الغاشمة على عدن وبقية المحافظات الجنوبية في 2015، وكان من أوائل من لبى النداء للتصدي لذلك العدو الوحشي الذي أراد اجتياح عدن والسيطرة عليها. كان وليد شجاعا ومقداما أثناء مواجهة العدو الحوثي العفاشي الغاشم، كغيره من شباب المقاومة في عدن، الذين كانوا لا يهابون تلك المليشيات البربرية، حيث واجهوا أفرادها وجها لوجه بكل شراسة وسطروا أروع الملاحم البطولية، على الرغم من عدم امتلاكهم السلاح الكافي وقلة الذخيرة التي كانت بحوزتهم، وكان بعض الشباب يستعيرون السلاح ليلتحقوا بالجبهات للدفاع عن حياض الدين والعرض والأرض.. هكذا وقف شباب عدن أمام ذلك العدو الغاشم بأسلحة بسيطة وإمكانيات يسيرة ولكن بمعنويات مرتفعة وحماس شديد، وكانوا سدا فولاذيا وسياجا منيعا أمام تلك العصابات الإجرامية الكهنوتية، وتمكنوا من صد هجوم عناصرها ولقنوهم درساً لن ينسوه في الشجاعة والاستبسال.
استشهد وليد مرشد بتاريخ 30/4/2015 أثناء مواجهة شديدة بين الطرفين بالقرب من حي حافون بالمعلا، حيث سمع وليد مساجد المدينة تنادي (حي على الجهاد، حي على الجهاد) فلبى وانتفض على الفور وانطلق لتعزيز الجبهة التي كانت في جولة الشيخ إسحاق إلى حي الريل، حيث عزمت المقاومة الجنوبية على مهاجمة المليشيات الحوثية والعفاشية في حي حافون، حيث كانت الخطة أن يخترق شباب المقاومة بقيادة العولقي من جهة مصنع (نانا) والجهة الأخرى بالقرب من جولة الشيخ إسحاق ومجموعة أخرى بالقرب من حي الريل، وذلك للهجوم على المليشيات التي توغلت إلى حي حافون، وبالفعل استطاع الشباب تخطي خط النار والذي كان بالقرب من مصنع (نانا) حيث كان شباب المقاومة يتمركزون، وكان الحوثيون في حافون، وهناك استشهد شابان وجرح عدد من شباب المقاومة برصاص قناص.
حاول وليد ومن معه التسلل إلى حي حافون إلا أن رصاصة غادرة من قناص غادر أصابته وسقط على الفور، وحاول حينها أصدقاؤه انتشاله ولكنهم لم يستطيعوا لخطورة المكان، فنجح حينها القائد العولقي في إخراج جثة وليد من المكان الذي سقط فيه، وفي الجهة المقابلة كان ابن العولقي يحاول انقاذ شاب آخر سقط بالقرب من مبنى صحيفة 14 أكتوبر، إلا أن رصاصات الغدر الحوثية أصابته بمقتل.
وليد مرشد من خيرة رجال المعلا، دافع عن مدينته التي عاش وترعرع فيها، وأنجب أبناءه فيها.. هؤلاء هم أبناؤك يا عدن، الذين لبوا نداء الدفاع عنك، فانتفضوا كالأسود في وجه العصابات الإجرامية، ورووا بدمائهم الزكية تربتك الطاهرة.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى