بدأ صوفيا وختم حياته صوفيا

> د. ياسين سعيد نعمان

> كانت أول مرة أقابل فيها الفنان أبوبكر سالم بلفقيه على ما أظن في عام 1959م، وأنا تلميذ في الابتدائية في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية بعدن .. كان يشارك في بروفات لليوم السنوي الذي يقام بمناسبة زيارة العيدروس بحضور الفنان الكبير يومها إسكندر ثابت ويحيى مكي وأحمد بن أحمد قاسم ومحمد عبده زيدي، وعازف الكمان نديم عوض، وضارب الإيقاع الزنقور، وعدد آخر من الفنانين الناشئين الذين تتكون منهم فرقة إسكندر ثابت.
كانت هذه الفرقة، التي تتلمذ على يدها كثير من الفنانين الكبار، ومنهم فناننا الراحل أبوبكر سالم، تقوم سنوياً بإحياء زيارة العيدروس بالانطلاق من مدرسة بازرعة بكريتر في جوقة مسيرة موسيقية حتى ضريح العيدروس، ثم تحيي أمسيات موسيقية بالمناسبة.
لم يكن أحد قد سمع به غير أن حادثة ما جعلت الجميع ينتبه له في تلك التحضيرات عندما طلب منه إسكندر ثابت أن ينشد مقطع من نشيد للصوفية من مواد التحضير للمناسبة، فأخذ الإيقاع من الزنقور ليستحضر اللحن وسط دهشة الجميع بالجرأة والصوت والإيقاع.
بعدها أخذت إذاعة عدن تردد أغنيته الشهيرة التي افتتح بها مسيرته الفنية «يا ورد ما احلى جمالك بين الورود».. وكانت الأغنية الثانية التي رسمته فناناً بين أقرانه من فناني ذلك العصر المبكر هي «من نظرتك يا زين ذقت الهوى مرة» .. وكان ذلك إيذاناً بميلاد فنان عظيم، وهرماً فنياً كبيراً لن يتكرر إلا بعد عمر طويل.
رحم الله الفنان أبوبكر سالم وتعازينا لأهله وكل محبيه.
د. ياسين سعيد نعمان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى