ضاعت عقولنا..!

> نصر عبدالله زيد

>
نصر عبدالله زيد
نصر عبدالله زيد
عيشتونا تائهين، لا نعي كل ما يحصل في وطننا الجنوب الغالي من مآسٍ وآلام واختناقات التي مالها حدود في كل شيء من حياتنا، عيشتونا في خوف وقلق من كثرة التفجيرات والاغتيالات هنا وهناك، وأزمات كثيرة ابتدأت من رفع قيمة العملات الصعبة ما أدى إلى رفع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ورفع قيمة البترول وندرة توفره، والذي نتج عن ذلك رفع أجرة النقل، وكذا البسط على الممتلكات العامة والخاصة، وطفح المجاري في أكثر من شارع من شوارع مدينة عدن، والعذاب المستمر للرواتب والمعاناة من تأخير صرفها في مواعيدها.
والسؤال الذي يطرح: من وراء هذه الأفعال المشينة في حق هذا الوطن الغالي؟، والمشكلة أن كل واحد يدعي بأنه وطني ومقاوم وثوري حتى النخاع، فداءً لهذا الوطن، والصحيح أنه يستعملها حجة للتسلق، لكي ينال سلطة ومالا وجاها بواسطة حاشيته، أي قبيلته، الرجال (الصماصيم) الذين يوقفون معه عند الحاجة ضد فلان أو علان لتصفيته أو إزاحته عن الطريق.
كل واحد يريد أن يبرهن أنه القوي وهو الوطني الذي يهتم بمصلحة الوطن والمواطن، والصحيح هو عكس ما يفعل، حيث إنه إنسان مريض سلطة، ويحارب الإنسان المثقف الذي يعمل بجدية وإخلاص واهتمام ليخرج الوطن إلى بر الأمان ومحاربته بشتى الوسائل ليطفشوه لكي يقدم استقالته، أو يقررون تصفيته كما حصل مع محافظ عدن السابق الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، رحمه الله.
والأمر الآخر الملفت للنظر هو ما يحصل في الجبهات، حيث يتم إرسال أبناء الفقراء للقتال نيابة عن أبناء الأثرياء والمسؤولين والفاسدين الذين يعيشون برفاهية متجولين بسيارتهم الفارهة والسفريات الخارجية للنقاهة، ولا يكتفي بذلك بل إنه يتمادى إلى البسط على ممتلكات الغير، والكل يردد “نريد الجنوب”، أي جنوب الذي تتحدثون عنه ونحن في صفوف متفرقة، كل واحد يعمل بمفرده، ومتى ما توحدنا تحت سقف واحد وكلمة واحدة وهدف واحد حينها يمكننا التحدث عن الجنوب بصدق، لأن في ظل الصراعات القائمة الداخلية سيؤدي ذلك إلى حرب كتائب والقوى سيحكم.
يا جماعة خلصونا حتى ترجع إلينا عقولنا.. ومن هنا نرفع إلى قائد قوات التحالف بأن عليهم تزويد وتعزيز قوات الأمن العام بقوات مؤهلة ومدربة بالعتاد والأسلحة إذا أردنا لعدن أن تكون آمنة، كون البلاطجة عاثوا في الأرض فسادا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى