المعهد الصحي بلحج.. أُعيد تأهيله بمليون ريال سعودي ومازال مغلقا

> تقرير/ هشام عطيري

> يُعد المعهد الصحي بمديرية الحوطة عاصمة محافظة لحج، من المعاهد الصحية الهامة التي ساهمت في تخريج مئات الطلاب بتخصصات طبية مختلفة، ورفد العديد من المستشفيات والمراكز الصحية بمختلف مديريات المحافظة بمجالات: مساعد طبيب، والتمريض المهني، والقبالة، والمختبرات.
وقال أحد العاملين في المعهد الصحي بأن «المعهد يُعد الثاني تأسيسا في المحافظات الجنوبية والشرقية بعد معهد أمين ناشر للعلوم الصحية بالعاصمة عدن، وبدأت العملية التدريسية للطلاب فيه لأول مرة في مستشفى عباس من خلال إنشاء فصل دراسي، ثم تطور مع مرور السنوات ليصبح واحدًا من أهم المعاهد الصحية على مستوى الجنوب».
أعمال سلب ونهب
وتعرض المعهد الصحي كغيره من المنشآت الحكومية لأعمال نهب وسلب بعد حرب مليشيات الحوثي وقوات صالح على الجنوب في مارس 2105م، وطال النهب كل محتوياته من التجهيزات والمعدات الهامة في أعمال التطبيق العملي في كل التخصصات، وقد تسببت هذه الأعمال التخريبية بتوقف نشاطه التعليمي بعد الحرب، وانتقال نشاطه إلى معهد أمين ناشر الصحي بمدينة عدن.
كما تسبب نقل العملية التعليمية إلى خلق معاناة كبيرة للطلاب الدارسين فيه، وفي مقدمتها الظروف المادية، وإنفاق الكثير في أجور النقل والمواصلات، لاسيما بعد ارتفاع تعرفتها الناتجة عن أزمة الوقود، وكذا مشكلة السكن للطلاب والطالبات القادمين من المناطق الريفية البعيدة عن المحافظة.
*مبنى مؤقت للسلطة المحلية
في الفترة التي أعقبت الحرب تحول هذا المعهد الصحي ومكتب الصحة بالحوطة إلى مبنى مؤقت للسلطة المحلية والعديد من المكاتب التنفيذية لإدارة نشاطها، نتيجة تعرض بعض مرافقها للتدمير واحتلال بعضها من قِبل المواطنين ممن تعرضت منازلهم للتدمير في المدينة.
إعادة تأهيل
وكان لدولة الإمارات العربية الشقيقة دور مميز في إعادة تأهيل العديد من المرافق الحكومية، ومنها قطاع الصحة عبر الهلال الأحمر الإماراتي.
وقد تم تجهيز المعهد وإعادة تأهيله بمليون ريال سعودي.
وأدلى محافظ المحافظة، عقب افتتاحه بتصريح لوسائل الإعلام قال فيه: «إننا ندشن بدء العمل في المعهد الصحي استعدادًا لاستقبال أبنائنا وبناتنا الراغبين بدراسة العلوم الصحية في هذا المعهد، والذي كان له دور كبير في رفد القطاع الصحي والطبي بالعديد من الكوادر الطبية، والتي استفادت منها كثير من المحافظات، وفي مقدمتها محافظة لحج وكل مديرياتها».
وإلى هذه اللحظة لم يشهد المعهد أي تحرك من قِبل المختصين لإعادة العمل فيه رغم انتهاء أعمال التأهيل وافتتاحه.
محافظ لحج خلال زيارته للمجمع
محافظ لحج خلال زيارته للمجمع

وفي المقابل تسببت الأحداث التي شهدتها مدينة عدن من أعمال إرهابية، ومنها التفجير الذي استهدف مكتب المالية بمديرية خورمكسر إلى تضرر العديد من المنشآت الحكومية، ومنها معهد أمين ناشر للعلوم الصحية، مما أجبر إدارته إلى إعطاء الطلاب إجازة، وهو ما زاد من معاناة طلاب المعهد الصحي بلحج الدارسين فيه، معاناة لم تلقَ أي حلول جادة من قِبل السلطة المحلية بلحج لإعادة العمل في المعهد، وبدء التحضير للعملية التعليمية فيه، فالهيئة التدريسية في المعهد ما زالت تُباشر أعمالها في معهد أمين ناشر.
مشكلات طلابية عدة
وإلى جانب مشاكل تنقل الطلاب وارتفاع أجرة النقل التي تصل إلى 1500 ريال في اليوم الواحد للدراسة في معهد أمين ناشر بعدن، وعدم توفر التغذية والسكن فيه، هناك مشكلة كبرى تتمثل في عدم استقبال الطلاب الجدد من أبناء المناطق النائية التي هي بحاجة ماسة إلى كوادر صحية.
هذا التجاهل والإهمال واللامبالاة من قبل الجهات المعنية تجاه هذه القضية جعل العديد من المواطنين والدارسين يتساءلون عن عدم اتخاذ السلطة المحلية في المحافظة أي إجراءات مناسبة لإعادة العملية التعليمة في المعهد بعد أن تم إعادة تأهيله وافتتاحه، ليتمكن عشرات الطلاب والطالبات من العودة لمواصلة تعليمهم الصحي في المعهد. فهل تعي السلطة
المحلية أهمية إعادة العملية التعليمية في هذا المعهد المهم؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى