تشييع قلم.. ودفن طاغية

> صالح علي الدويل

>
صالح علي الدويل
صالح علي الدويل
هلك طاغية صنعاء قتلا.. لم يدافع عنه هيلمانه وسلطانه وأنصاره/ منافقوه .. تركوه وحيدا، تخلت عنه قبائله..
وألوية جنده وفرق حراسته، التي أعلفها لعلها تمنع عنه ذاك المصير ! ولاقى هلاكه قتلا، لا ندري كيف واجهه؟ هل قتل مقاتلا مواجها كما يريد له مريدوه، أم قتل فارّا مرعوبا، كما أراد له قاتلوه؟
تذكرت يومها عداءه وثأره للفقيد هشام باشراحيل، الذي لم تكن له جريرة ولا ذنب إلا أنه كان قلما حرا، واجه الطاغية بلا سلاح إلا موقف قلمه.. جريمته أنه ظل يحمل هم شعب وطغيان احتلال.. رفض أن يكون قلمه كوافير لتجميل حكم الطاغية، ويشرعن احتلاله للجنوب، وثارت ثائرة المستبد وباركته أحزابه، فتفنن في محاربة القلم بلا هوادة... سلط عليه منافقيه ثم أجهزته ومأجوريه وقتلته، أراد أن يناله في عقاره في صنعاء فخاب، فأُخذ حارسه ومازال سجينا بما لفقت له أجهزته من تزوير.. اعتدوا عليه في عدن، استباح بعساكره حرمة منزله، وروّع وأرهب عائلته، وهاجم صحيفته، وأخذه مع أبنائه ورماهم في زنزانات الاعتقال، لم يرحموا شيخوخته ومرضه.. حطموا مطابع صحيفته..أدخلوا إليها الأسلحة وصوروها وعملوا منها قضية تزوير لتبرير هجومهم ليلفقوا ملفا إرهابيا لعل العالم يصدقهم، فخابوا.
ظل هشام صامدا، لا يملك جيشا ولا أمنا ولا جوقة منافقين إلا قلمه وموقف صحيفته، وحب شعبه..
كقلم وموقف وصحيفة أكمل دوره بامتياز وجدارة، حتى لاقى ربه، التفّت حوله نخب جنوبية فأعاد بهم وعي الجنوب العربي بذاته وهويته، وتداعت بهم حصون وهم يمننة الجنوب الزائفة.. ودق أول مسمار في نعش الطاغية ومنافقيه وهويته وأحزابه ومدنيتها ودستوريتها، ووحدته ونهبه وجبروته.
رحمة الله تغشاه.. لقد كان هشام باشراحيل وصحيفته للجنوب وطنا، حين عزّ على الجنوب الوطن.
مات هشام محاصرا، وشيعته عدن/ الجنوب العربي، على وقع رصاص ومطاردات وجبروت أمن الطاغية المركزي، وسكوت منافقيه وأحزابه المدنية والدينية !!... هكذا أخلاقهم ومنافقيهم، لا حرمة لحياة أو موت أي جنوبي إلا لمنافق يجيد لهم قول “حاضر أفندم”، فسيصبغون عليه من الوطنية بقدر عدائه لشعبه.. لاحقوه ميتا، لم يحترموا حرمة موته، ولا خشوع ورهبة تشييعه.. طاردوا جنازته وهو مشيّع على الاكتاف إلى مثواه.. وصمتت صنعاء مدينة إفك اليمننة، ونخبها وصحفها ورجال دينها وأحزابها ومنافقيها، صمت رضى وفرح.
وثبتت عدن/الجنوب العربي، ولم ترتعد فرائصها، حتى وارت أبرز رمز من رموز عودة وعيها مثواه البرزخي، وعادت لتستعد لكرة أخرى، وفي هذه الكرة كسرت عنفوان الغزو الحوثعفاشي.
ودارت الأيام، وهلك الطاغية وحيدا بيد حلفائه قتلا، قلّ ناصره وكثر واتره وخاذله، وخرجت صنعاء - مدينة الإفك - تسجد لله شكرا لهلاك طاغيتها!! كأنها لم تذق منه خيرا قط.
وتبادلت صفحات التواصل الاجتماعي الإليكترونية صورة دفن بعد مغرب يوم شتوي صنعاني، حضرتها ثلة قليلة يلفها ظلام دامس وصمت ثقيل، وشيء من إضاءة قليل، قيل إنها مراسم دفن طاغية.
رحم الله هشام باشراحيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى