حتى لا يسيء الجنوبيون الظن

> حسن يافعي

> ما يجري على الأرض الجنوبية أشبه بلغز المتاهة. لا يعرف الجنوبيون إلى أين ستوصلهم الطريق التي يسلكونها الآن!! وماذا سيكون مصيرهم ومصير وطنهم بعد كل تلك التضحيات التي قدموها من أجل نيل حريتهم وفك ارتباطهم بشريك الوحدة، الذي كَثُرت أخطاؤه وخطاياه، بل وانقلب سحره عليه. وصار، هو الآخر، بعد مقتل زعيمه (المفدى) في متاهة كتلك التي وُضِع فيها الجنوبيون؟!!
كثيرون يقولون كان على الجنوبيين أن يوقعوا اتفاقاً (ولو في السر) مع التحالف قبل دخولهم الحرب، وذلك ما لم يفعله الجنوبيون، بحسب علمنا.
إن ثقة الجنوبيين وحسن ظنهم بإخوانهم في دول التحالف العربي جعلهم يخوضون غمار تلك الحرب من دون ذلك الاتفاق وهو، كما يقول البعض، ما أفقدهم قوة الضغط التي كان بإمكانهم ممارستها لتوجيه الأمور نحو تحقيق غايتهم المنشودة.
أمور كثيرة حصلت وتحصل في مناطق الجنوب المحررة أعطت الفرصة للمتربصين، ممن يصطادون في المياه العكرة، لتأكيد مقولاتهم تلك.
إن تردي مستوى الخدمات الرئيسية في المناطق المحررة، مثلاً: في الكهرباء والمياه ونظافة البيئة، إضافة إلى عدم انتظام دفع رواتب موظفي الدولة، وخاصة العاملين في السلك العسكري، وتدهور سعر العملة المحلية كل ذلك كان له انعكاساته السلبية على حياة المواطنين الجنوبيين في تلك المناطق.
الصائدون في المياه العكرة يقولون إن مناطق الجنوب المحررة تخضع فعلياً لسيطرة دول التحالف، فلماذا لم تحل لهم تلك المشاكل، وهي قادرة على فعل ذلك؟!
لقد بلغ التفكير بأحدهم حد التصور ومن ثم القول بأن المعاناة التي يلقاها المواطنون في مناطق الجنوب المحررة، إنما هي متعمدة ومفتعلة من قبل التحالف، وذلك لدفع أبناء الجنوب للذهاب إلى جبهات القتال للحصول على المال مقابل القتال في صفوف ما تُسمى بالشرعية ضد الانقلابيين الحوثة.
إن على قيادة المجلس الانتقالي أن تفكر في الطريقة المناسبة لإطلاع الجماهير الجنوبية على حقيقة ما يجري في وطنهم وطمأنتهم على مستقبل نضالهم ومصير تضحياتهم، وبأنها لن تقبل سوى فك الارتباط كحل عادل للقضية الجنوبية، وليس أي حل آخر.
بتلك الطريقة فقط يمكن لهم تهدئة خواطر الجماهير الجنوبية وضمان راحة الشهداء في مراقدهم الأبدية.
حسن يافعي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى