المتلونون

> محمد سعيد الزعبلي

> الكثير ممن تبناهم علي عبدالله صالح بالأمس، وبوأهم المناصب، وأوصلهم إلى أكثر مما يستحقونه، وبدعمه السخي لهم، عاشوا في رغد العيش، وسكنوا الفلل والقصور، وملكوا السيارات الفاخرة، فضلوا بأن يدينوا له بالولاء المطلق والطاعة العمياء، فلا يعصون له أمراً، ولا يفشون له سرا، ولا يخالفون له رأياً، ينفذون له ما يريد، ويصدقونه في كل ما يقول، حتى إذا قال لهم بأن اللبن أسود!!، فسيقولون صدقت.. ولسنوات طويلة وهم يمجدونه ويعظمونه ويقدسونه كما يقدس الكفار أصنامهم، فسلكوا طريق النفاق ليرضى عنهم، وتستمر مصالحهم الخاصة.
وهذا ما كشفته الأيام، فبمجرد مقتل صالح انتهت المصالح، فإذا بأولئك الناس يتخلون عن ولي نعمتهم المقتول، ويتحالفون مع القاتل في بضع أيام، فتوزعوا هنا وهناك.. إنهم المتلونون وناكرو المعروف، وهذا الصنف من الناس موجود في كل مكان وزمان هنا وهناك، فاحذروهم، قاتلهم الله. وأولئك من ينطبق عليهم ما قاله الإمام علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنه وأرضاه ـ في الأبيات الشعرية الآتية:
المرء في زمن الإقبال كالشجرة
وحولها الناس ما دامت بها الثمرة
حتى إذا ما عرت من حملها انصرفوا
عنها عقوقاً وقد كانوا بها بررة
وحاولوا قطعها من بعد ما شفقوا
دهراً عليها من الأرياح والغبرة
قلّت مروءات أهل الأرض كلهم
إلا قليلاً فليس العشر كالعشرة
لا تحمدن امرءًا حتى تجربه
فربما لا يوافق خبره خبره
والله على ما نقول شهيـــد..
محمد سعيد الزعبلي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى