رسالة للتحالف العربي والرئيس هادي

> سعد ناجي أحمد الحالمي

> إن الشعب الجنوبي العظيم حدد مسار نضاله السلمي بتجربة رائدة، واستطاع في فترة وجيزة استغلال ثورته بطريقة عقلانية وناضجة، وبصدور عارية، وظروف صعبة، ومؤامرات واختراقات متعمدة، لا تعد ولا تحصى، يقابل ذلك صمت أقليمي ودولي متعمد.
وفي لحظة تاريخية هامة استطاع شعب الجنوب أن يثبت للتحالف العربي موقفه الثابت وتحالفه، في لحظة تاريخية هامة لمواجهة الانقلاب الحوثفعاشي، وتمكنت المقاومة الجنوبية البطلة من السيطرة على الأرض وبدعم من قوات التحالف العربي، في ملحمة تاريخية وكانت الساحة الجنوبية شاهدة عليها في مواجهة التمرد وكسر شوكة المد الفارسي وهزيمتهم وإجبارهم على الانسحاب، وشكل الجنوب بوابة الانتصار للتحالف العربي والسيادة العربية. ولكن للأسف رغم كل ذلك لم يجد ذلك الانتصار العظيم طريقه إلى النور في الأرض الجنوبية المحررة، وبات الجنوب حاليا في مربع يكتنفه الغموض ومستقبل مجهول وعمل عشوائي مزدوج متعمد ومقصود، ووضع معيشي غير مستقر يشهد تخلخلا في كل جوانب الحياة لايليق بمستوى طموح الشعب الجنوبي، ولا بالتضحيات الجسيمة التي كانت ثمن تلك الانتصارات.. ولا يتناسب الوضع الحالي في الساحة الجنوبية مع أهمية الانتصارات التي تحققت ودحرت قوات الانقلابيين وأظهرت موقف الجنوب الصادق ومكانته العربية الأصيلة، مقارنة بالوضع بالنسبة في الجهة الشمالية ذات النمط القبلي المتخلف والحزبية المؤتمرية المتخاذلة، والإصلاحية المتلاعبة، والإخوانية المتآمرة، والطائفية المتمردة، وذلك النسيج الاجتماعي المتشابك في تحالفات هشة أنتجت الإخفاق والفشل، كما أن تلك التحالفات قد خذلت الشعب في الشمال والتحالف العربي وشرعية الرئيس هادي، وما كانت تفعله تلك التحالفات والمقاومة الشمالية والجيش الوطني طوال الفترة من إعلان الإنتصارات الوهمية من تبة إلى تبة ومن جبل إلى جبل ومن شارع إلى شارع.
وقد كشفت الأوراق مع مرور الوقت عن أن ذلك مجرد انتصار عبر القنوات الفضائية، ليصبح وهماً، ومع ذلك تحظى بالدعم.. ونتساءل: إلى متى يستمر هذا الغموض والتجاهل لمعاناة شعب الجنوب؟!، ليتضح فيما بعد للملأ وبقوة أن كل تلك الانتصارات مجرد وهم وسراب ومكر وخداع، وقد أثبتت الحقائق في لحظة لم تكن بالحسبان سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء، وتمكنهم من الوصول إلى منزل حليفهم صالح واغتياله.. وباتت اليوم صنعاء والمحافظات الشمالية تعيش أوضاعا مأساوية مؤلمة ومخيفة لأسباب ذلك التمرد والطائفية المقيتة المدعومة عبر أجندة دولية معروفة، وتحاول بكل ما لديها من إصرار وقوة تحويل الانتصارات إلى هزيمة، ليمثل ذلك تحديا جديدا وخطيرا للمجتمع الدولي والتحالف العربي وشرعية الرئيس هادي. وإن تجربة الرقص على رؤوس الثعابين والأفاعي والحوارات الوطنية الفاشلة والتحالفات المقصودة ذات المصالح المادية والأبعاد السياسية الخفية بالساحة الشمالية، قد أثبتت فشلها منذ الحوار الوطني حتى لحظة اغتيال صالح في منزله.
سعد ناجي أحمد الحالمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى