رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- كابتن معتوق خوباني: مشوار كفاحي وإبداعي سيسجله التاريخ 2- كابتن حسين فرحان: مآسيه ذكرتني بقصص تشارلس ديكنز

> نجيب محمد يابلي

> 1 - كابتن معتوق خوباني
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

*الميلاد والنشأة
معتوق علي صالح خوباني من مواليد 3 مايو 1939 في مدينة الشيخ عثمان وتلقى دروسه الأولى في معلامة (كتاب) جده الفقي قاسم (والد محمد وعبدالفتاح)، ومعد هذه الحلقة من تلامذة جده الفقي قاسم، لوقوعها في قسم (A)، وهو نفس القسم الذي يقع فيها منزله ومنزل الفقي قاسم ونجله عبدالفتاح زميل معد هذه الحلقة.
انتقلت أسرة الخوباني إلى مدينة المعلا في نهاية أربعينات القرن الماضي، وحفرت الأسرة لها اسماً في تلك المدينة الميناء، وأصبحت واحدة من أعرق الأسر المعلاوية في الحركة الوطنية والتربوية والنقابية والرياضية، بل والصناعية، وأكمل معتوق دراسته في المعلا.
*معتوق خوباني في ذاكرة أحمد يوسف النهاري
الأخ والصديق العزيز أحمد يوسف النهاري الشخصية الوطنية والاجتماعية والمقاول المعروف حكى لي عن بدايات كابتن معتوق خوباني، الذي بدأ مشواره في الوظيفة مع شركة كوري براذرس Cory Brothers بالمعلا، وفي عصر كل يوم يدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة علي ماشي، أعرق مدرس خصوصي للغة الإنجليزية في التواهي، ويضيف الأب الروحي لأبناء المعلا أحمد يوسف النهاري: وألحقته مع آخرين في شركة إنجليزية أنشأت محطة كهرباء خورمكسر عام 1964، حيث كنت مع آخرين مقاولين مع تلك الشركة الإنجليزية.
كابتن خوباني يبدأ مشواره الكروي في نادي المستقبل
أعد كابتن معتوق خوباني كتابه القيم (رحلة عطاء وذكريات كروية)، ويقع في 348 صفحة من الحجم المتوسط، وورد في الصفحة (33) وتحت عنوان (بداية مشواري الرياضي):
«في بداية مشواري الرياضي لعبت أول ما لعبت لعبة كرة القدم في نادي المستقبل بالمعلا من عام 1958م إلى عام 1961م ثم انتقلت إلى نادي الجزيرة ولعبت خلال الفترة 1961/ 1967م...»، ويورد كابتن خوباني في الصفحة (242) قائمة بأبرز نجوم «المستقبل» في الستينات هم: حسين صوفي/ سعيد خليدي/ عبدالله الرميعي/ أمان عبدالله/ جعفر عبدالوهاب الفنان/ معتوق خوباني/ سالم المسحور/ حسن قايد/ ناشر علي حسن/ يوسف علي جوجو، حارس المرمى، أما الرعيل المؤسس فقد أورد أسماءهم الكابتن معتوق خوباني في الصفحة 210.
*كابتن معتوق خوباني في صفوف «الجزيرة»
لعب كابتن معتوق خوباني - كما أسلفنا - في صفوف نادي الجزيرة في مدينة المعلا خلال الفترة 1961/ 1967، والذي عرف بعد دمج الأندية بنادي «شمسان»، ومن نجوم الجزيرة:
عبدالله خوباني/ عبدالجبار عوض/ رفيق عوض/ أحمد محسن/ محمد عبدالرب عوذلي/ جامع دبالة/ صالح ميوني/ توفيق أحمد قائد/ أبوبكر وزان/ محمد سليمان زيد/ عبده محمد/ أحمد عبده مرشد (المعروف بأحمد فضل، حارس مرمى).
*الفارع شاهد على العصر الذي تألق فيه الخوباني
نشرت صحيفة «الرياضي» في عددها الصادر في 31 مايو 1998م موضوعا موسوماً «معتوق خوباني وذكرياته في كتاب تألق كلاعب ونجح كحكم وإداري» لكاتبه الراحل الكبير محمد عبدالله فارع، والجميل في ذلك أن كابتن معتوق خوباني ضم الموضوع في كتابه «رحلة عطاء وذكريات كروية» (ص23)، أعرب الأستاذ فارع في مستهل موضوعه أنه واثق من أن كابتن معتوق خوباني سيوفق في مشروعه الكتابي، وتحدث عن معرفته ومعايشته للكاتبن معتوق منذ أن كان نجما كبيرا في الستينات، وحكما جيدا وإداريا ناجحا خلال السنوات الماضية، إضافة إلى خلفيته الثقافية التي تمكنه من سرد ذكرياته الحافلة بالعديد من المنعطفات الرياضية والسياسية والنقابية.
يشير الأستاذ الفارع إلى أن فترة الستينات كانت تمثل العصر الذهبي لكرة القدم في عدن، ومن معالمها مسابقة الدوري الذي ضم أكبر وأقوى الفرق، وتزخر بكبار النجوم، ومن تلك الفرق شباب الجزيرة بالمعلا ومعه عدد من زملائه، ونال شهرة كبيرة في عدن أهلته للوصول واللعب لمنتخب عدن حتى أصبح أحد أعمدته الأساسية.
تطرق الأستاذ الفارع إلى الدور الوطني الذي لعبته الأندية الرياضية في عدن، وكان معتوق خوباني أحد مناضلي جبهة التحرير (FLosy)، وكانت الجمعية الرياضية العدنية هي الجبهة المسؤولة عن كرة القدم وتسيير نشاطها، وكان أعضاؤها من الأجانب ما عدا الأستاذ عبده علي أحمد، وصعَّدت الأندية مطالبها من أجل نصيب أكبر بإشراك ممثلين لأندية المعلا والتواهي والشيخ عثمان، فمثل معتوق خوباني أندية المعلا والروضة، والأستاذ إدريس حنبلة مثل أندية الشيخ عثمان، فيما مثل الأستاذ عبدالملك إسماعيل أندية التواهي.
يتناول الأستاذ الفارع جانبا آخر من مشوار كابتن معتوق خوباني ألا وهو التحكيم بعد أن اعتزل اللعب عام 1967، وأصبح بعد انتخابه أمينا لسر اتحاد كرة القدم، وقد نظم فرع الاتحاد في عدن عدة مسابقات كروية لمختلف الفئات العمرية.
*معتوق خوباني الإداري والنقابي التربوي
لمع نجم الكابتن معتوق خوباني في الاتحاد الرياضي وفي وزارة التربية والتعليم (مكتب التربية والتعليم على مستوى محافظة عدن) وفي مكتب التربية نشط كابتن خوباني في جانبي نشاطه وعمله إدارياً ونقابياً وإشير إليه بالبنان في الجانبين.
*معتوق خوباني في رحاب الخالدين
انتقل عزيزنا وصديقنا وحبيبنا معتوق خوباني إلى جوار ربه فجر الأحد، 10 ديسمبر، 2017، عن (78) عاماً في مدينته المعلا، وخلف وراءه سجلاً حافلاً من العطاءات في مجالات عدة منها ما قدمه لاعبا وإداريا ونقابياً ووطنياً، وبحسب بطاقة التعريف التي أعدها الكاتب المرموق محمد زكريا في صحيفة 14 أكتوبر يوم 15 أكتوبر 1996م، وضمت إلى كتاب معتوق خوباني (ص 290)، ورد أن بطاقة مناضلي الثورة اليمنية التي عملها كابتن معتوق خوباني تحمل رقم (1022)
كما خلف كابتن معتوق خوباني كتاباً شائقاً ومرجعياً عنوانه «رحلة عطاء وذكريات كروية» تصدره «الإهداء» إلى روح أخيه عبدالله خوباني وأهداه لأولاده: محمد وغادة وميادة وأريج.. يستحق منا فقيدنا الغالي معتوق خوباني كتابا نشارك فيه جميعناً ونرفده بأكبر قدر ممكن من الصور، كما يستحق منا أن نعمل على إصدار طبعة جديدة من كتابه القيم (رحلة عطاء وذكريات كروية)
2 - كابتن حسين فرحان:
*الميلاد والنشأة
حسين محمود فرحان من مواليد كريتر في 6 يونيو، 1959، تلقى مرحلتي تعليمه الابتدائية والإعدادي في كريتر ومن زملاء دراسته عدنان سبوع ومحمد الخلاقي ومحمد الويكا، وعاش حسين فرحان ظروفا أسرية قاهرة تيتم وهو في الطفولة، وعاش في كنف أمه وعمه (زوج أمه)، وفقد أمه وعمه وغادر المنزل الذي تزوجت فيه والدته، ولم يعد هناك من مبرر في البقاء فيه بعد أن فقد ركني حياته، وغادر المنزل الذي نشأ فيه في حي الخساف.
*الشاب البائس في النجم اللامع "الأحرار"
الموهبة هي التي تحدد مستقبل المبدع وتتفجر الموهبة وتذهب بالتدرج، وقد بدأ حسين فرحان يمارس موهبته الكروية في الشارع أو الحارة والمدرسة حيث التقطه الأخ والصديق والزميل عبدالجبار سلام (التربوي والرياضي والنقابي المعروف) وضمه إلى نادي النجم اللامع «الأحرار» الذي تاسس عام 1954 في منطقة القطيع، وكان الحاج محمد عبدالعزيز أغبري، رحمه الله، من مؤسسي هذا النادي، وكان من نجوم هذا النادي الشهيد محمد علي الحبيشي وتامر الماس وأبوبكر عوض وإبراهيم علي أحمد وعبدالله مسعود وأبوبكر طرموم وعلي السوداني ويسلم صالح، ومحمود كيلر، وأحمد علي مهدي «الدكتور» وعبدالله علي حسن، وعباس غلام ونديم عبده حزام (معتوق خوباني - رحلة عطاء وذكريات كروية - ص 230).
عن ذكرياته في «الأحرار» أفادني كابتن حسين فرحان بأنه لعب مع أبوبكر الماس وسامي نعاش ومحمد مرشد رديني، وأنه لعب أولاً مع الناشئين ثم الشباب فالممتاز، وقال كابتن حسين فرحان بأنه لعب مع عزيز عبدالرحمن وعبدالله مسعود.
*فرحان في صفوف التلال
عُرفت عدن بالتعددية في كل المجالات: رياضة، سياسة، صحافة، منتديات... إلخ، وتحق تراكم كمي ونوعي، ففي مجال كرة القدم كان هناك حوالي (12) نادياً في منطقة كريتر منها : نادي الاتحاد المحمدي ونادي الحسيني الرياضي ونادي العيدروسي الرياضي ونادي الأهلي الرياضي ونادي الشباب الرياضي ونادي شباب القطيعي ونادي الطويلة (لمزيد من التفاصيل: تاريخ أندية عدن الرياضية: أحمد محسن احمد - ص 203).
وفي منتصف السبعينات ثم دمج أندية عدن وفي منطقة كريتر ثم دمج أنديتها في إطار نادي التلال الرياضي ومن نجومه أبوبكر الماس وعدنان سبوع وحسين عمار وسامي نعاش وعصام زيد وعباس كوكني وشرف محفوظ وصلاح سيف الدين وكامل صلاح وعمر البارك وجلال زحيري وبليغ نعمان وسعيد دعالة وعبدالناصر نديم وجمال نديم وجمال محمد المقبلي وعصام عبد الرحمن وخالد قاسم وباسل عوض وأنور السمان وفتحي جابر ومروان مسعود وحسين فرحان ومختار محمد حسن (حارس المرمى).
*حسين فرحان في دوري كاس العرب في الرياض
رصدت في كتاب أحمد محسن أحمد (مرجع سابق - ص 163) بأن حسين فرحان كان من ضمن قوام أفراد المنتخب الوطني المشارك في كأس العرب التي أقيمت في الرياض عام 1984، حيث رأس البعثة الأخ سعيد أغبري، وكان أحمد محسن أحمد سكرتير البعثة والكابتن عزام خليفة مدرب الفريق والكاتبن عبدالله عبده علي مساعد المدرب، وتم تشكيل المنتخب من لاعبي الأندية الرياضية في مختلف محافظات الجمهورية.
كابتن حسين فرحان مساعد كابتن سعيد دعالة:
دخل كابتن حسين فرحان دائرة الضوء بتحمله مسؤوليات من قبل إدارة نادي التلال الرياضي منها قيامه بتحمل مسؤولية تدريب فريق النادي مساعدا للاعب الكبير سعيد دعالة، وكان من فرسان نادي الحسيني الرياضي العطر الذكر، مع فرسان آخرين، منهم الكباتنة: علي حسن وحسين دعالة ووجدان زيد وآخرون.
كما أسندت قيادة النادي للكابتن حسين فرحان القيام بتدريب فئة الناشئين وفئة البراعم وقام بمهامه على أكمل وجه.
*مآسي حسين فرحان تذكرني بقصص تشارلس ديكنز
سرد كابتن حسين فرحان علي سيرة ومسيرة حياته الحافلة بالمعاناة فذكرتي وهو يسرد تلك المآسي بقصص كاتب القصة الإنجليزي والعالمي تشارلس ديكنز (1812/1870م) ومن تلك القصص التي كانت مقررة علينا في المرحلة الثانوية، مادة الأدب الانجليزي English Literature ومن تلك القصص المقررة علينا: اوليفر تويست ودافيد كوبرفيلد وغيرهما، من القصص المشهورة، ورأيت حسين فرحان في عيني اوليفر تويست ودافيد كوبر فيلد..
سألته عن مقر عمله فقال بدأت موظفاً وأنا في الخامسة عشرة في الهيئة العامة للمياه (1974) ثم انتقلت إلى وزارة العدل عام 1980 وكان رئيس نادي التلال الأستاذ علي فضل علي هو الذي نقلني إلى الوزارة، منذ سنوات وأنا «خلّيك في البيت»، وبالنسبة للنادي والجهات المختصلة الأخرى أعامل على قاعدة «خلّيك في الهامش»، اعتزلت بصمت ولم أحصل على حقي من التكريم حتى في مشاركات اللاعبين السابقين في فعاليات رياضية كروية لم يشركني أي مسؤول سواء في النادي أو في الاتحاد والمشاركة فيها حوافز.
*حسين فرحان يكون أسرته في إحدى المدارس
أفادني كابتن حسين فرحان بأنه سكن كغيره من الكوادر في حرم المدارس واقتطعت مساحة متواضعة لبناء مسكن لي لأن اسمي سقط من عدة مشاريع سكنية، وأنجبت أربعة أولاد: دنيا، علاء، أنور وأمل حسين فرحان.. قال لي كاتبن حسين فرحان همشوني كثيراً ولم ينصفني أحد، فطمأنته: أنا سأنصفك يا كابتن في حلقة من حلقات رجال في ذاكرة التاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى