هل تغيّر المشهد السياسي والعسكري بعد مقتل صالح؟

> محمد أنور الشعبي

> يبدو أن المشهد السياسي والعسكري قد تغير تماما بعد مقتل صالح، وهو الذي قرر آنفا تسليم كل قواته للحوثيين والتحالف معهم ضد كل خصومه، ما أتاح لهم الفرصة في السيطرة والتمدد على عدة مناطق في البلد، وبعد أن شعر صالح بأن الحوثيين يطوقونه من كل حدب وصوب، وليس باستطاعته إصدار أي أمر ضدهم، حاول صالح أن ينقلب عليهم، ألامر الذي أودي بحياته مؤخرآ.
فمقتل صالح أثار جدلآ واسعا في أوساط الناس الموالين له في الداخل والخارج، وهناك أصبحت جماعة الحوثي هي التي تمتلك القرار السياسي دون أي حليف يقاسمها السلطة بعد أن استطاعت تصفية العديد من الموالين له وحزب المؤتمر، وإخماد وقمع أي تحرك يحاول التمرد على تلك الجماعة، لكن مقتل صالح مؤخرا أظهر للخارج بكل وضوح بأن جماعة الحوثي لا يمكن التعامل معها بأي حل سياسي، فهي جماعة عنف ولن ترضخ إلا بالحل العسكري.
والدليل الواضح والقاطع في تغيّر المشهد بعد مقتل صالح هو سحب كل من سفارتي إيران وروسيا من صنعاء بعد أن كانت قد صمدت 3 سنوات، وكان موقف الروس غير واضح ضد الحوثيين، أما إيران فهي حليفهم وتزودهم بالدعم العسكري، فلا شك من صمود طاقمها وسفارتها لكل هذه الفترة في صنعاء.
أعتقد بأن مجريات الأمور على الساحة حاليا تبشر بأن حربا أشد مما هي قادمة على الحوثيين بعد مقتل صالح الذي كان حليفا كبيرا لروسيا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل باستطاعة التحالف والشرعية حسم زمام الأمور عسكريا في المناطق الشمالية بعد مقتل صالح الذي أسند الحوثيين بكل شيء في القتال ضد التحالف والشرعية طوال هذه المدة؟ أم إن التحالف والشرعية هدفهما فقط هو تطويل الحرب وتدمير وقتل وتشريد الناس من منازلهم، وجعلهم يتجرعون مىسي حروب، ليس لهم منها إلا الموت والمعيشة الضنكاء؟
محمد أنور الشعبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى