الوطنية والطغاة.. !!

> مازن الشحيري

>
مازن الشحيري
مازن الشحيري
أصبح التحدث عن الوطنية وحب الأوطان وتحقيق العدالة والمساواة هو السلاح الذي يستخدمه الخونة إذا أرادوا الوصول للسلطة أو كملاذ للدفاع عنهم فى حالة اشتد الخناق عليهم، وفي كلا الحالتين يكون الشعب أو عامة الناس هم الجسر الذي يعبر عليه أولئك الخونة إما للوصول للسلطة أو للبقاء فيها عند الأزمات التي تهددهم وتهدد بقاءهم.. فتلاحظ أن الكل يتحدث مثلا عن الديمقراطية وهو أبعد ما يكون عنها في مرحلة معينة، وغالبا ما تكون قبل الوصول للسلطة أو للدفاع عن بقائه بالسلطة والحفاظ عليها.
لذلك كل الخونة أو الطغاة مهما اختلفت جنسياتهم أو ألوانهم أو ديانتهم ومعتقداتهم فإن استراتجيتهم واحدة بعد وصولهم للسلطة باسم الوطنية، وهي إجبار الشعوب على الوقوف معهم مرغمين، وذلك من خلال خلق نموذج أو تهيئة الأوضاع لإيجاد عدوٍ أو جهة أسوأ وأقبح منهم، يتم من خلالها تهديد الشعوب أن البديل لهم في حالة سقوطهم هو تلك الجهات الظلامية، التي بمراجعة بسيطة للتاريخ ستجد أن هذه الجهات هي بالأساس صنيعة الطغاة أنفسهم بشكل مباشر أو غير مباشر، لاستغلالها للبطش بمن يعاديهم أو يعارضهم، أو لاستخدامها كفزاعة لبديل أسوأ منهم في حالة حصول تمرد عليهم كما أوضحنا.
العبرة من هذا الكلام باختصار شديد، إن على الشعوب التي لا تريد أن يصل بها الحال إلى أن تُخيَّر بين السيئ والأسوأ - كما هو حال كثير من شعوبنا العربية اليوم - أن تجرد هؤلاء الطغاة من سلاحهم من البداية، وعدم الانجرار وراء الشعارات الوطنية بسذاجة، بحيث تسمح لضعاف النفوس أن يتحولوا إلى طغاة جدد، وذلك من خلال احتكار السلطة المطلقة، التي لا يجب إعطاؤها لأي شخص مهما كان، حتى وإن كان وطنيا حقيقيا، فهذا المبدأ هو الأساس لمنع ظهور طغاة جدد.. ولنا عبرة في قوانين وأنظمة الدول المتقدمة التي استطاعت أن تقضي على احتكار السلطة فكان ذلك سببا في تقدمها.
وفي الأخير، الشعوب في كل الحالات ستضحي، وعليها أن تختار بين أن تضحي من أجل الدفاع عن الطغاة وهم في السلطة أو لإيصالهم للسلطة، أو أن تضحى لتأسيس نظام يضمن لها مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى