الكلاسيكو الإسباني.. سلعة وبدعة

> عوض بامدهف

>
عوض بامدهف
عوض بامدهف
الرياضة وممارستها في الأيام الخوالي بمعناها الأشمل عبارة عن قضاء الوقت بما يفيد الجسم والروح الرياضية والإرتقاء بهما إلى أعلى المراتب ، وكذا التنافس الشريف على تقديم العطاء المبدع في ساحات الممارسة الرياضية البديعة وهي كذا مصدر من مصادر الإمتاع الجميل لكل من يمارسها ويشاهدها ويتابعها عن قرب ، ولكن وبمرور الوقت تبدل هذا الشكل النموذجي والمثالي لممارسة الرياضة ، وذلك بعد الهجمات الشرسة من قبل جحافل أصحاب المال والنفوذ ، لتتحول ممارسة الرياضة إلى ساعة لها أسعارها وأسواقها والمروجين لها وروادها ، وخضعت الرياضة لمعايير ومقاييس العرض والطلب ، حيث أصبح لكل شيء سعر محدد ، ومن يمتلك القدرة على الدفع والشراء ينال ما يشتهي ويرغب من سوق النخاسة ، مما أفقد الرياضة الكثير من النقاء والبهجة والمتعة الجميلة ، ومع الإنتشار الواسع المترامي الأطراف في أرجاء المعمورة لمجمل أنماط وأشكال الإتصال الجماهيري ، والتي حولت العالم إلى قرية في منتهى الصغر.
ومن هذا المنطلق سعى الكل لترويج بضاعته ، وكذا إستحداث أنماط جديدة ، لتحقيق ارتفاع مستوى الأرباح وبشكل كبير وواسع ، وبعد أن أصبح الدربي موضة قديمة وغير مربحة سعى أهل الكرة الإسبانية إلى استحداث بدعة كروية مستغلين ما حققه كل من فريق ريال مدريد وفريق برشلونة وهما فرسا رهان الدوري الاسباني ، اللذان يمتلكان شعبية جارفة بلغت الآفاق وبالترويج الناجح لهذا النمط الكروي المستحدث ، ألا وهو الكلاسيكو ، الذي ينحصر في لقاءآت الريال وبرشلونه حتى تحولت بدعة الكلاسيكو إلى سلعة رابحة لها أسواقها في شتى العالم وتسعى إلى إرضاء المشجعين والمتابعين في العالم ، والدليل على ذلك أن الكلاسيكو هذه المرة يلعب في توقيت غريب هو الثالثة عصراً ، وذلك بغرض إرضاء مشجعي الصين ودول شرق آسيا وغيرهم.
حقا إن الكلاسيكو الاسباني هو في الاول والاخير ، بدعة وسلعة في نفس الوقت وكل كلاسيكو ومجانين الكلاسيكو في نعيم .. أحبابي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى