شهيدا معاقا آخر

> جهاد عوض

> إبراهيم أبو ثريا، شاب فلسطيني، لا أحد يعرفه، أو يعرف عنه شيئا، إلا خلال اليومين الماضيين.
إبراهيم معاق، مبتور الرجلين، استشهد برصاصة في الرأس أطلقها جنود الاحتلال الصهيوني فأردوه قتيلا.. وقد تناقلت وكالات الأنباء وقنوات العالم خبر مقتله، وكشفت فاشية وعنجهية النظام الإسرائيلي، الذي ينتهك كل القوانين الدولية والإنسانية ضد الشعب الفلسطيني.
النظام الإسرائيلي نظام يتم تجميله وتلميعه من البعض بأنه يمثل الديمقراطية والحرية السياسية في الشرق الأوسط، وهو - في الحقيقة - أقسى وأعنف الأنظمة الإجرامية والإرهابية في المنطقة منذُ نشأته واحتلاله لأرض فلسطين.
ولا يستثني إرهابه أحدا سواء كان طفلا أو أمرة أو معاقا، كشهيدنا أبو ثريا، الذي تجسّد قصته نضال وتضحيات شعب بأسره، عانى الأمرين من هذا العدو الغاشم.
إن استشهاد "أبو ثريا" يمثل رسالة فريدة في معناها ومحتواها.. رسالة الى العالم أجمع بأن فلسطين والقدس أرض عربية، لن يطمسها ويمحيها عن الخارطة احتلال أو جبروت قوة مهما طغت وبطشت، مادام على الأرض رجال كإبراهيم أبو ثريا.
هذا الشاب المعاق الذي بترت قدماه في قصف إسرائيلي في عام 2008 واستشهد في 15 ديسمبر 2015، يمتلك قوة في إيمانه بالله، وبعدالة قضيته، التي يحملها في قلبه، وقدم روحه الطاهرة فداءً لها.
لقد تحدى الشهيد إعاقته، ولم يأبه برصاص الاحتلال وظل مشاركًا في المظاهرات المتددة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
مات أبو ثريا واختفى عن الوجود في ظل احتفال دول العالم أجمع في هذه الأيام باليوم العالمي للمعاق، وإسرائيل لا تأبى إلا توزيع الموت والقتل هدايا لهم بهذه المناسبة، إلا أن الشهيد سيظل نبراسا يتوهج، ويحتذى به وبشجاعته، من قبل كل أحرار الأرض ومحبي السلام، أسوياء ومعاقين.
وباستشهاد إبراهيم الثريا، يؤكد المعاقون يوما عن يوم أنهم أكثر الناس تأثرًا وتحمسًا وهمًا تجاه الوطن، وبما يجري في بلدانهم من أحداث وتطورات مهما جحد الجاحدون حقهم على اعتبار أنهم أناس منعزلون وعاجزون في المجتمع.. وقصة إبراهيم أبو ثريا هي عبرة وعظة لمن لا يعتبر ويتعظ منهم.
جهاد عوض

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى