إلى متى ستظل السعيدة غارقة في الحزن؟

> وضاح الأحمدي

>
وضاح الأحمدي
وضاح الأحمدي
كل شيء جميل ذهبت ملامحه، كل شيء فيها كان جميلا انتهى وأصبح السلام فيها مجرد حكايات، ألم يأن للذين أخذوا من بلادنا السلام وعن حياتنا الأمن أن يسترجعوه، كثرة التفاقمات، وطفح الكيل منذو أربعة أعوام وبلادي تعاني الحرب.. لقد فقدنا تلك الحياة الآمنة، لقد تكللت الصراعات وباتت مغروسة حتى في نفوس الأطفال، ومازلنا ننتظر تلك الأيام التي سنخرج بها إلى بر الأمان، يا ترى من المسؤول؟ وما المطلوب؟، هل أقسم أطراف هذه الحرب على تدمير سعيدتنا، كم من الدماء وكم من التشريد، وكم من الجوع وكم من الناس ماتوا عطشا، وهم يبحثون عن الملجأ الذي يحتويهم، هربا من الحرب، قاصدين السلام.
يكفي والله يكفي.. إلى تجار هذه الحرب، أليس في قلوبكم رحمة، لقد دمرتم كل مقومات الحياة، لم يتبق شيء إلا وقد تغير.. ألم يأن لكم أن توقفوا هذه التجارة، كفوا عنا يا قتلة الإنسانية، راجعوا ضمائركم، كم من السنين تريدون أن تحاربوا، والله أرى بأن قلوبكم وضمائركم ماتت، أيهون عليكم قتل البراءة.. من أين ظهرت هذه التنظيمات؟! ومن أين أتت المسميات؟!.. أصبح الكل متمزقا وأصبح الخلاف يقتلنا، يختلف القادة فيتحمل نتائج تلك الخلافات المواطن.. أزمات تتفاقم وأموال تصرف إلى المجهول.. من هو المسؤولا عن كل هذا؟.
ثمة العديد من الحوارات والمؤتمرات عقدت وصرفت عليها العديد من الأموال الضخمة، وكل تلك التشاورات باءت بالفشل.. كم يحزنني احتفالات الحكومة بأعياد ومناسبات، وتنظيم المهرجانات، والتي تنفق عليها أموالا كبيرة، بينما هناك من يموتون جوعا في بيوتهم، هناك من يتمنى حقنة العلاج لابنه أو لزوجته، ومثال على ذلك مدينة الحديدة، تلك المدينة التي كانت معروفة في زمن السعيدة بعروس البحر الأحمر، أصبحت الآن تعاني وتفتقر إلى الماء، وكل مقومات الحياة.
لقد زرتها قبل أيام قليلة، والله لو يعلم المسؤولون كم هي معاناة أولئك الناس الفقراء الذين تدمع العين لحالتهم ويفطر القلب فلو كانوا بلا ضمائر لبكت قلوبهم على حالهم البائسة.. ومن المعروف أن سكان تلك المدينة يمتلكون روحا نادرة وبسطاء في حياتهم، والله مثلهم لا يجب أن يعانوا كل هذا البؤس.
رسالة إلى كل من يستطيع أن يغير معادلة هذه الحرب في كل أنحاء العالم: امنحونا ولو حتى قليلا من السلام، يكفينا صراع، هناك من يموت من العطش وأنتم تشربون الماء البارد.
في الختام.. سلام لكل إنسان يعيش على أرض السعيدة، وستبقين سعيدة رغم الحزن، سيأتي الفرج يوما ما، وستحلو الحياة من جديد، فقط نحتاج إلى محاربة الكراهية لأنها أساس الصراع الدموي بيننا، لطالما وجدت المحبة وغرس السلام في قلوبنا سينغرس السلام حينها في بلادنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى