مقتل صالح عبرة وعظة

> مازن الشحيري

>
مازن الشحيري
مازن الشحيري
قتل صالح فى آخر رقصاته.. قتل وهو يقاتل على نفسه وأهله وأولاده عندما أحس بأن نهايته قريبة.. قتل وهو يحاول يرقص رقصته الأخيرة الذي حاول بأن يوهم اليمنيين والعالم أنه يدافع عن الجمهورية ضد الإمامة، بينما هو يدافع عن نفسه فقط.. كما كان دائما و أبدا.
قتل صالح وهو يستجدي اليمنيين للدفاع عنه وعن أسرته باسم الدفاع عن اليمن والجمهورية اليمنية.. لكن الحقيقة أنها الجمهورية الأسرية التى كرس كل مقدرات الشعب والوطن في صناعتها. لم تحرك مشاعر ووطنية عفاش للآلاف وربما مئات الآلاف من القتلى والجرحى من الشمال والجنوب بسبب سياساته. لم يؤثر في عفاش الوضع الكارثي الذي أوصل البلاد إليه من فقر وجهل وقهر لملايين البشر. لم يؤثر فيه تناحر وتقاتل اليمنيين بسببه وبسبب حب العظمة المرض الذي يعاني منه. لم يؤثر فيه قتل أكبر مشروع كان يحلم به اليمنيين منذ عقود وهو الوحده اليمنية. فقد قتل الوحدة بقلب كل اليمنيين شمالا وجنوبا.
لم يحرك ذلك شعوره، بل كان يستمتع ويتفاخر بذلك. لم يؤثر فيه إلا عندما حس بخطر حقيقي على مجده المزيف الذي بناه على جثث اليمنيين شمالا وجنوبا.
تحرك بعد أن حس وتجرع كأس الذل والإذلال والقهر الذي سقاه لليمنيين لعقود من الزمن.
لم يقاتل صالح على مسجد غير مسجده، لم يقاتل صالح على بيت غير بيته، لم يقاتل صالح على دم غير دمه.
لم يخرج من اليمن بسبب الكبر فقط وليس حبا في اليمن، لم يقاتل صالح ككل الطغاة غير لأجل مصالحه وممتلكاته وكبريائه الذي أحس أنها تمرغت تحت أرجل الحوثيين، الذين استعان بهم لتصفية خصومه الحاليين الذين يتهمهم بالانقلاب عليه وهم حزب الإصلاح الذين استعان بهم عفاش نفسه في فترة سابقة للتخلص من خصمه الحزب الاشتراكي، وبعد إنجاز المهمة تخلص من حزب الإصلاح نفسه، وحتى علي محسن نفسه استخدمه للانقلاب على الناصريين وتصفيتهم.. ومع مرور الزمن حاول تصفيته هو أيضا وهكذا تصفيات مستمرة تحت شعار "دق الحجر بأختها".
وكل تلك التصفيات والصفقات تصب فى مصلحته الشخصية للأسف وتمكينه هو وأسرته من الحكم مثله مثل أي طاغية، فكلهم يستخدمون نفس الأسلوب حتى وإن اختلفت الطرق والأساليب، وكلهم يمتلكون نقطة ضعف قاتلة وهي الكبر على الباطل التي تتسبب غالبا في نهاية مأساوية لأغلب الطغاة.
ملاحظة: لا تدل طريقة القتل على أن الشخص المقتول طاغية أو لا، فكثير من الأبطال والشرفاء تمزقت أشلاؤهم ومثلت بجثثهم وهم من خير من في الأرض على مر التاريخ، لكن الحكمة من حديثنا: لماذا تموت وتضحي؟ على أي مبدأ؟، ماذا سيبقى بعد موتك؟ هل ستكون مثلا يحتذى به على مر التاريخ كنموذج ورمز تتغنى به الشعوب لتحقيق أهدافها أو تتحول لعبرة وقصة تحكيها الشعوب لنهاية الطغاة مهما طال الزمن بهم فنهايتهم واحدة، وتكون عبرة لردع الطغاة الجدد، والكلام ليس شماتة فالرجل قد مات وهو بين يدي ربه، وسيحاسب بما جنت يداه، كما هو حال كل البشر.. فنهاية كل إنسان الموت. لكن نتحدث لأخذ العبرة ونوجه كلامنا لكل من غرته قوته وسلطته.. إلى كل من يستخدم حب الناس ويلعب بمشاعرهم ويتاجر بالآمهم. إلى كل من أوكلت إليه إدارة شئون البشر، فليعتبروا فلن ينفع الإنسان أي شيء ولن يحمى الإنسان أي شيء غير عمله. ولن يقدم أو يأخر كلامنا بشيء غير بأخذ العبر للتاريخ.
وفي الأخير نقول لأبناء الشمال من كان يحب عفاش فعفاش قد مات ومن كان يحب الوطن فالوطن لن يموت حتى تقوم الساعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى