هل يقود د. هشام سقاف حملة رد الاعتبار للحج العبدلية ؟

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
مررت للمرة المائة في مشوار حياتي على كلمات "القمر با يذكرني"، التي كتبها ولحنها الراحل الكبير عبدالله هادي سبيت، وأداها نجم من نجوم الغناء وهو أحمد يوسف الزبيدي، ويرحم الله الجميع، وانتشر عبقها داخل سلطنة لحج وخارجها، وإذا سبرت أغوار هذه الأغنية، كلمات ولحناً وأداء، لآمنت بأن لحج تسلطنت في كل شيء على مستوى الجزيرة والخليج، فقف أمام المقدمة:
القمر كم بايذكرني جبينك يا حبيبي
والشفق كم بايذكرني خدودك يا حبيبي
يا حبيبي كيف بانساها ليالي
كنت فيها بدر ساطع في خيالي
كيف بانساها ليالي
كل شي فيها صفا لي
وأنت من عليا سماك كنت تسقيني
هواك والنجوم تحمي حماك
الدكتور هشام سقاف من موقعه الأكاديمي عميداً لكلية المجتمع، ومن موقعه الاجتماعي والثقافي عميداً لمنتدى الوهط، وهو من بيت جمع بين التنوير والتثوير، فوالده السيد محسن محمد السقاف، الشخصية الوطنية المعروفة، وعمه الأستاذ أحمد محمد السقاف، الأديب والمسؤول الكويتي الذي تجلت بصماته في الشمال والجنوب من خلال مشاريع كبيرة شملت مدارس ومستشفيات قلّ أن يجود الزمان بمثلها.
كل إنسان حضري وحضاري يتمزق قلبه ألماً للحال الذي وصل إليه الإنسان في لحج الخضيرة.. في أرض القمندان الذي جعل منها النظام السابق مرتعاً لـ"الخوليجانات" بالروسية، و"البلاطجة" بالعربية، تحت مسميات يهتز لها عرش الرحمن في السماء والحبيب المصطفى في الأرض. كم يتمزق الفؤاد - يا دكتور هشام - أن أصادف أفراداً من أسر عبدلية قمندانية قالوا لي إنهم فقدوا كل شيء، وأنهم ينزلون في فنادق، في حين أن غرباء تملكوا الشيء الكثير في كل من صنعاء وعدن، على قاعدة:
“تموت الأُسْد في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب”
وهذا قصر الشكر الذي لم يمانع الورثة الأجلاء من استخدامه لأغراض الثقافة والإبداع مثلما لم يمانع السلطان علي عبدالكريم فضل، طيب الله ثراه، في استخدام قصره بلحج لأغراض العلم عندما استغل القصر لمبنى كلية الزراعة وإذا انتفى الغرض يعود المبنى لورثته، وجزاه الله خيرا، وهات لي ثائراً قد تصرف كما تصرف ورثة القمندان من آل فضل العبادلة، طيب الله ثرى موتاهم وأعز أحياءهم.
اعيدوا للحج وعلية قومها الاعتبار.. ردوا للحج اعتبارها الثقافي .. ذلك الاعتبار الذي تمثل في مسرحية “عطيل” لوليم شكسبير التي اداها الراحل الكبير مسرور مبروك على مسرح العروبة في الحوطة، حوطة لحج العبدلية حفظها الله من كل سوء ومن كل السيئين لان عظمة لحج لم تكن الا في ظل السلاطين العبادل العبقي والعطري الذكر .. اما بعد 30 نوفمبر 1967 فقد فقدت كل شيء، وازداد الوضع بشاعة عندما قضى صالح على مجتمعات عدن ولحج وابين بفيروساته تحت مسمى “القاعدة” وانصار الشريعة وداعش، وانكشفت وجوه البلاطجة على المستويين الراسي والافقي.
ما من حضري وحضاري الا وسيقف مع الدكتور هشام سقاف في اعادة الاعتبار لاحفاد القمندان وتخصيص عقارات سكنية لهم واعادة قصر الشكر في عدن وتثمين كل العقارات التي استغلتها الدولة بحق وبغير وجه حق لان الانظمة السابقة واللاحقة تمادت كثيراً في غيها وقل يادكتور هشام ونحن معك: “حصحص الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا” لان اوضاعنا في الجنوب ازدادت سفالة لاننا تمادينا كثيراً في ظلم اهل الحق وها نحن نتمادى بفتح باب النزوح إلى عدن التي اصبح عدد سكانها يقارب العشرة ملايين نسمة.
رحلة الالف ميل يادكتور هشام تبدأ بخطوة، وادخل التاريخ مع والدك وعمك!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى