ثانوية أبو بكر الصديق بزنجبار.. صرح تربوي عريق مهدد بالانهيار

> تقرير / عبدالله الظبي

> ثانوية أبوبكر الصديق بمدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، أسست عام 1973 على نفقة الحكومة الليبية التي لم تستكمل عملية البناء، وبعدها تم استكمال المشروع من قبل دولة الكويت الشقيقة.
وتعتبر ثانوية الصديق مجمعا تربويا ضخما في مدينة زنجبار، وواجهة محافظة أبين، وتضم الطلاب الوافدين من جميع مديريات المحافظة.
كما تضم العديد من المعلمين من مختلف الجنسيات العربية، وكانت تحتوي على عدد من المعامل والمختبرات والأجهزة والمواد التي تساهم في تطوير العملية التعليمية.. وتخرج فيها العديد من الكوادر التي كان لها دور فاعل في الحياة العامة، ومنهم في من تولوا مناصب قيادية رفيعة في الدولة: وزراء ونواب ومحافظين وأطباء ومهندسين وقادة عسكريين وسياسيين وغيرها من المناصب الرفيعة.
*نهب وعبث
كل هذا العطاء والدور الريادي والتربوي العريق، الذي قدمته ثانوية الصديق على مدار السنين، لم يشفع لها في الحصول على الاهتمام والدعم بعد ما تعرضت له من دمار جراء الحروب التي مرت بها محافظة أبين في 2011م حتى الحرب الأخيرة عام 2015م.
كما أنها لم تسلم من أيادي العبث والتخريب بحيث نهبت محتوياتها من أثاث مدرسية ومختبرات وأجهزة وأبواب ونوافذ، بل حتى أسلاك الكهرباء تم نهبها، ليصبح المبنى عاريا من كل أدواته، وعلى الرغم من كل هذا الخراب والتدمير الذي تعرضت له ثانوية الصديق إلا أنها مازالت تستقبل الطلاب أثناء ممارسة العملية التعليمية.

*عودة الحياة التعليمية
عاد الطلاب والمدرسون إلى الثانوية لممارسة العملية التعليمية والتربوية تحت ضغط الحاجة الماسة في عدم توفر مبنى بديل. مع أن المرحلة الثانوية تعد من أهم المراحل التعليمية، وتتطلب توفير كافة المستلزمات الدراسية للطلاب والمبنى الملائم، وهذا الجانب غير وارد في الثانوية إلا أن الدراسة مستمرة في مبنى آيل للسقوط.
*دعوة للمنظمات
ولأهمية الأمر انتقلت «الأيام» إلى إدارة التربية والتعليم بمديرية زنجبار وأجرت مع مديرها عبدالله محضار لقاء مقتضبا عن واقع التعليم بشكل عام في زنجبار، حيث قال: “نحن في إدارة التربية والتعليم بزنجبار نبذل قصارى جهودنا في سبيل إنجاح العملية التعليمية وانتشال الوضع التعليمي في مدارس المديرية تحت رعاية محافظ المحافظة اللواء أبوبكر حسين سالم، الذي يولي اهتمامه الفعال والملموس بالمستوى التعليمي في المحافظة، بالأخص مدارس زنجبار، لا يخفى عليكم أني استلمت المكتب في 2016م عقب الحرب الدامية التي أشعلتها الجماعات الانقلابية، واجتاحت أبين والجنوب، ووجدنا ثانوية أبوبكر الصديق مدمرة تحت الركام، ولكن بأبسط المقومات حاولنا أن ننتشل بعض المخلفات التي من خلالها قدمنا الفرصة للطلاب ليواصلوا تعليمهم بعيدا عن تطرف الجماعات المأجورة والمسعورة”.

وأضاف: “نشكر المنظمات الدولية التي دعمت كافة المرافق في مديرية زنجبار وخاصة إدارة التربية والتعليم.. وندعو المنظمات الداعمة إلى بذل مزيد من الجهد والاهتمام بالجانب التعليمي بزنجبار، ونناشد الهلال الأحمر الإماراتي والهلال الأحمر الكويتي والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال الالتفاتة الكريمة لثانوية الصديق، وأن يمدونا بالدعم اللازم لاستمرار سير العملية التعليمية”.
*الثانوية تخرج فيها نخبة المجتمع
بدوره قال مدير ثانوية الصديق ماهر عيدروس: “هذه الثانوية العريقة غنية عن التعريف، فقد تخرج فيها نخبة من أفضل كوادر المجتمع، منهم من وصل إلى رئاسة الوزراء، ومنهم أساتذة في الجامعات، والكثير منهم كوكبة من الكوادر التعليمية، ومن أهم الشخصيات التي تخرجت في ثانوية الصديق الدكتور خالد راجح شيخ وزير الصناعة والتجارة، وسفير اليمن في الكويت سابقا، والدكتور عيدروس النقيب، والدكتورعبدالعزيز بن حبتور، والدكتور محمد حسين حلبوب، والدكتور أحمد عوض عكف، اختصاصي باطني، وغيرهم من الكوادر”.

وأضاف عيدروس: “حاليا الثانوية لا تملك إلا الاسم والتاريخ التربوي الحافل بالعطاء فقط، فهي تعاني الحرمان في مقومات العملية التعليمية، ومبناها آيل للسقوط في أي لحظة”.
وقال مناشدا: “من خلال منبر «الأيام» نناشد الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية سرعة إنقاذ ثانوية الصديق ورفع الضرر المحدق بالمبنى والطلاب ومدرسيهم بشكل عام، مع توفير كل المستلزمات والأجهزة التعليمية والتربوية، ليتسنى لنا مواصلة التعليم بأجواء ومناخ تعليمي مناسب”.
تقرير / عبدالله الظبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى