> إعلان الرئيس الأمريكي ترامب نقل سفارته من تل ابيب إلى القدس يعكس السلوك المتطرف المعادي للإدارة الأمريكية تجاه قضايا الشعوب العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وخطوة باتجاه تصعيد الأوضاع المتوترة في منطقتنا العربية لتمرير المشاريع السياسية التي تضر بمصالح وحقوق الشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية.
لقد تجاوزت الإدارة الأمريكية بهذا القرار السلوك المسؤول باعتبارها إحدى الدول المؤسسة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وراعية لعملية السلام وتقع عليها مسؤولية ترسيخ مبادئ العدل والقيم الإيجابية والحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
كما عكس الإعلان للرئيس الأمريكي ثقافة وفكر المنهج الأمريكي المبني على المعادي للقانون الدولي وحقوق الشعوب وتكريس سياسة القوة والاستيلاء والاعتداء على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وهو إعلان صريح وواضح للموقف الأمريكي الداعم للعدوان الصهيوني على شعوب الأمة العربية وتشجيع هذا الكيان على التمدد والاحتلال وتشجيع سياسة الإرهاب دون أن يأبه بالقانون الدولي والاستمرار في أعمال القمع والتنكيل للشعب العربي الفلسطيني والذي بدأته الصهيونية في عام 1948، والعمل على تغيير الطابع القانوني والتاريخي والجغرافي للأراضي العربية المحتلة والعبث بالمقدسات الدينية.
إن إقدام الإدارة الامريكية على هذه المسالة تأتي في ظل الفوضى التي تشهدها المنطقة العربية والاحداث الدامية التي قضت على مناطق القوة في الجبهة المواجهة للكيان الاسرائيلي ومشاريعه الاستعمارية الامر الذي اوجد ضعفا في التماسك العربي وقلب موازين القوة لصالح اسرائيل والقوى المساندة لهذا الكيان الذي يشكل بتوجهاته وسلوكه وسياسته تصرفاً خطيراً يضر بالسلم والامن في العالم واخلالاً بمهام مجلس الامن والامم المتحدة.
وتواصل الادارة الامريكية تجاهل الحقوق العربية وتنتهج اساليب معادية للعرب والدول الاسلامية ومحاوله صرف مسارات نضاله لصالحها وخدمة لمشاريعها الخارجة عن القيم والمبادئ والقانون والاخلاق، وتكريساً للتوجهات والسياسات العدوانية للحقوق والمصالح العربية التي تستهدف امننا وسلمنا الاجتماعي والوطني.
ونناشد كل القوى المحبة للسلام والحرية وكذلك الدول الغربية ومنظماتها الحقوقية والدول الاسلامية والمنظمات الاسلامية والمسيحية الوقوف ضد هذا القرار المجحف بحق الشعب العربي الفلسطيني.