فشل الوحدة بيت الداء

> أحمد يسلم

> أعتقد أنه آن الآوان ليطرق الجنوبيون باب الحوار الجنوبي الجنوبي، ومنهم بالذات جنوبيو الشرعية والرئيس هادي، لإيجاد مظلة سياسية لا تقصي أحدا، تجمع كل الاطياف والمكونات، وهذه العملية تحتاج إلى جهد خرافي واستثنائي في ظرف استثنائي.
من خلال قراءة المؤشرات الأولية لما بعد الحرب هناك صفقات سياسية ومفاجآت دراميتكية قد تنتج تحالفات واصطفافات، وكلها لا تبشر بخير إزاء الجنوب والجنوبيين وقضيتهم السياسية العادلة التي من خلالها شاركوا وساهموا في الحرب تحت راية التحالف والشرعية. بدافع قوي في دفع بلوة الوحدة بالاحتلال وخلق واقع مغاير، وبهذا نقول ما لم يجتمع الجنوبيون على إطار سياسي، حتى جبهوي، بقيادة شخصية سياسية محورية فلن يتحقق لهم شيء، قد يقول قائل إن المجلس الانتقالي وجمعيته الوطنية يراهن عليها في تأدية الغرض. لكن هناك قوى ومكونات وشخصيات قيادية جنوبية ماتزال خارج السطر أو تتابع خطوات المجلس بحذر وترقب، وهناك من جاهر بمواقف وبيانات تتفق مع الانتقالي في الهدف ولكنها تختلف في التفاصيل وسجلت موقفها من التحالف كما هو فصيل باعوم.
وهناك من سجل تحفظاته على قيام المجلس الانتقالي ويرى حال القضية الجنوبية من خلال مشاركة مؤتمر الحوار في صنعاء وانسحابه من ذلك المؤتمر باعتباره، كما يقول محمد علي أحمد، حقق اعترافا سياسيا برعاية دولية بالقضية الجنوبية، وحقق المناصفة في لجان الحوار بين الشمال والجنوب، فيما ترى شرعية الرئيس هادي أن مخرجات مؤتمر الحوار تظمنت حلا عن طريق الأقاليم الستة، ويرى مؤتمر القاهرة، بزعامة علي ناصر والعطاس والاشتراكي وحتى الحوثيين، بإقليمين (شمالي وجنوبي) مع حق تقرير المصير أو استفتاء الجنوبيين حول بقائهم في الوحدة، أكد عليها الاشتراكي في مؤتمره المصغر ومخرجات مؤتمر القاهرة (الحوثيون مع الإقليمين).
وهذا كله قبل الحرب طبعا، ومعلوم أن الحرب قد خلقت ظروفا ومستجدات جديدة، وماتزال نتائجها غير معروفة.
ومع ذلك أكد الواقع أن الحالة اليمنية وبما فرضه المشروع السياسي الفاشل للوحدة قد جاء بتعقيدات وتداعيات خطيرة، لابد أن ينظر الكل (داخل وأقليم ومجتمع دولي) إلى جوهر ومضمون ما أفرزه هذا المشروع السياسي الفاشل منذ عام 93م، وحتي اليوم، من تداعيات وضرورة الإقرار وملامسة الحقيقة عن قرب، أقصد حقيقة فشل مشروع الوحدة السياسي.
وبموجب هذا الاعتراف تتشكل طاولة الحوار طبعا مع التأكيد بفشل مؤتمر حوار صنعاء كما هو مشروع السلم والشراكة، وقبله وثيقة العهد والاتفاق، باعتبار أن كل هذه المؤتمرات انطلقت من التسطيح والمغالطة والتهميش لجوهر القضايا الأساسية، ومنها في المقدمة فشل مشروع الوحدة، وكل ماتلاه هو امتداد ونتيجة منطقية لفشل هذا المشروع بين الشمال والجنوب كدولتين، وفشل هذا المشروع ليس بدعة، فقد فشلت مشاريع مماثلة من قبل، وعند آل العقول قالوا “شي لله ياهل العقول” فكان ما كان بين مصر وسورية، والتشيك والسلوفاك، وماليزيا وسنغافورة. بلدان الاتحاد السوفيتي السابق. وكلما في الأمر هو أن الإقليم والمجتمع الدولي والعقلي في الشمال والجنوب ينطلقون من هذه الحقيقة ويشجعون عليها، ما لم فإن كل ما يتم من محاولات مجرد سراب ووهم وفتح مجالات جديدة لمشاريع حروب قادمة، هذه المرة جاءت بالإقليم، لكن غدا من يظمن أن تتعداه.
أحمد يسلم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى