صونوا التصالح والتسامح.. واحذروا الفتنة ودعاتها !

> صالح شائف

>
صالح شائف
صالح شائف
بداية.. إلى أولئك الذين يجعلون من الوصول إلى السلطة أو للحفاظ عليها وعلى غنائمها ومنافعها وبريقها الخادع هدفا لهم، وأي كانت مواقعهم وصفاتهم، وأي كانت المبررات التي يتحججون بها ويستخدمون في سبيل ذلك - وبغباء وحماقة وتهور - كل أشكال ووسائل الممارسات السياسية الخاطئة والفاضحة والمعيبة لهم، والتي تتمترس أساسا خلف نوازع ورغبات خاصة، وتجعلهم مع الأسف يستنجدون بالعصبيات ويشحذون بخطابهم السياسي سيف الفتنة القاتلة بين أهلنا في الجنوب.. نقول لهم جميعا: توقفوا عن اللعب بالنار والدفع بأبناء شعبنا إلى دائرة جحيم الفتنة دفاعا عن مصالحكم الشخصية والخاصة.
نقول لهم وبصوت عال ومسموع كفوا عن استخدام بعض محطات الماضي الأليمة، الذي كنتم جميعا جزءا أصيلا منه وبكل ما له وما عليه، ولم تأتوا من كوكب آخر، وقد تجاوزها شعبنا وبحس وطني رفيع وبإدراك عميق لمتطلبات المرحلة، ومنتصرا بذلك لغده ومستقبله الجدير به، والذي يستحقه وبعظمة تضحياته التي قدمها في سبيله ولا شيء غير ذلك. فلا تغرروا بشبابنا ليكونوا وقودا لفتنة تدفعون الجنوب إليها ومن حيث لا تشعرون خدمة لأنانيتكم وأوهامكم ومصالحكم التي ليست بالضرورة مصالح الشعب الذي يعرف جيدا أين تكمن مصالحه الحقيقية، وأين ومع من يقف دفاعا عنها وتلتقون بذلك مع أعداء الجنوب وقضيته وكنتيجة طبيعية لحساباتكم الخاطئة وقصيرة النظر .. كفى .. كفى .. كفى وعودوا إلى رشدكم وراجعوا حساباتكم واجعلوا الحوار الأخوي المسؤول فيما بينكم حول كل ما يهم الجنوب وقضيته ومستقبله وسيلتكم المثلى، فالكل معني بذلك وبعيدا عن لغة التخوين أو الاستبعاد لأي طرف كان، أو بناء المواقف على اعتماد القراءات الخاطئة لما في النوايا التي ليست من السياسة بشيء، ولا تكونوا سببا في مأساة أخرى لشعبنا في الجنوب والتي ستتحملون تبعاتها وحدكم إن حصلت لا سمح الله. وتذكروا جيدا أن هناك طرفا ثالثا، كان دوما حاضرا في كل مآسينا، وسيكون حاضرا بقوة هذه المرة إن خرجت الأمور عن السيطرة، وهو الأمر الذي ينبغي منعه من الحدوث وتحت أي ظرف من الظروف!!
ومع كل ذلك فإن ثقتنا بوعي شعبنا ومناضليه وبكل فئاته وشرائحه وطبقاته الاجتماعية ونخبه السياسية والإعلامية والفكرية، سيفشلون ويتصدون وبحس وطني عميق لكل المحاولات التي من شأنها إشعال نار الفتنة، وسيبقى المستقبل هو الهم الحقيقي والأكبر لكل الوطنيين الجنوبيين الأحرار، لأنهم جميعا وببساطة يتنفسون من رئة وطنية واحدة، وسيكونون معا وسوية في محراب الوفاء لشعبهم ووطنهم وتاريخهم الذي يعتزون به على الرغم مما قد حصل فيه من أخطاء وخطايا كان سببها المباشر والأساسي هو الجهل وحماقات الجهلة، وحجم المؤامرات وتعددها ودهاء المتآمرين من الداخل والخارج على الثورة والدولة ونظامها السياسي في الجنوب. وقد حان الوقت الآن لكل من تبقى أسيرا للماضي أن يفوقوا ويستشعروا حجم المخاطر المحدقة بالجميع، وأن يتصدوا وبصدق وبشكل نهائي لكل مربعات الماضي اللعين، وأن ينتصروا على الرغبة بالانتقام أو الانتقام المضاد الذي تغذيه أطراف عدة ولأهدف خاصة بها ليتمكن الجنوب من النهوض مجددا وبقوة عبر وحدة وتماسك صفوف أبنائه جميعا، فبوحدة الكل سيكون الخير للجميع وسننتصر للحرية والكرامة وللأجيال القادمة.
لقد سبق وأن عبرنا مرارا وكررنا الدعوة مرات ومرات بأن يتوقف الجميع أمام عبر الماضي وعظاته، وأن نستخلصها منها المفيد، وأن نتمثل دروسها الغنية جيدا ونستحضر معها فواجعها وكوارثها، وذكرياتنا الأليمة الناتجة عنها، وأن نجعل منها جرعة للمناعة التاريخية بحيث لا نستسلم للماضي الذي يراد لنا في الجنوب أن نبقى فيه ونتنفس أحقاده ومواجعه، وأن نجعل من صوت العقل هو الأعلى من كل الأصوات لنفسح المجال للحكمة أن تسود وينتصر معها الشعور العميق بالمسؤولية الوطنية، التي بها وعبرها فقط تتجسد وحدة الصفوف، وعلى قاعدة الانتصار للمستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى