حديث عابر على جدار المهزلة حول الانضمامات للشرعية

> عبدالحليم صبر

> بعد سنتين ونصف حرب (...) لا يحق لأي ضابط الانضمام إلى صفوف الشرعية، ولا يحق للشرعية القبول، وإن كان هذا الانضمام سيغير من المعادلة في سريان المعركة، مع أن هناك إيمانا مطلقا لن يُغير أي شيء، طالما وقرار حسم المعركة عسكريا تعدى حضور الشرعية وقوة الأمر الواقع المحلي.
تأتي أحقيتنا بالرفض لاستنادنا إلى الأهداف النبيلة التي رسمت الحدود العامة لمشروع المقاومة، بدماء الشهداء .
الانضمام يعد حصانة لأولئك القتلة، مغلفة بغلاف الانضمام.. لا سيما وأنه لا يوجد أي اعتراف بالانتهاكات التي ارتكبت بحق أبناء هذا الوطن، سواء بالمشاركة المباشرة أو بالتخطيط أو التأييد أو التحريض... إلخ.
إن نعول عليهم في تفكيك شبكة الانقلاب فهذا وهم زائف ولا يُبنى على أية حقيقة، بل العكس، فهو يقودنا إلى معركة داخلية غير مباشرة وطويلة المدى داخل المؤسسة العسكرية.. كيف لا، وهذا الانضمام يعتبر في مضمونه تسليم مناصب ومزايا جديدة للقادة الجدد المنضمين، وفي جوهره الجحود بمبادئ الوطنية، وبالقدرات والمواقف البطولية لأولئك الذين أعلنوا وقوفهم إلى جانب الشعب اليمني في اليوم الأول من الانقلاب.
ولا يعني ذلك رفضهم أو تركهم في صفوف المليشيات.. بالعكس، على الشرعية مغازلتهم، والعمل على تسهيل كل ما يؤمن حياتهم وحياة أسرهم، من أجل تحيدهم، إلى أن نصل لمشروع العدالة الانتقالية فى ظل حضور الدولة بسلطاتها وكل مؤسساتهم.الحديث هُنا على كل رموز السلطة السابقة، وكل من عمل مع نظام صالح، قائد معسكر وما فوق.
ببساطة، حديث المتطلعين للدولة، وبدون تكلف في التحليل، نقول كيف يمكن إيصال خبر انضمام “فضل القوسي” قائد قوات الأمن الخاص التابع لـ"علي صالح" للشرعية، إلى وزير الدفاع محمود الصبيحي، المعتقل لدى الانقلابيين، وهو - أي القوسي - الذي خطط لاعتقاله؟!.. وما هو شعور المعتقل السياسي محمد قحطان، وخبر انضمام القوسي للشرعية يتماهى لمسامعه في زنزانة منفردة، هو نفسه اللواء القوسى من أمر بوضعه فيها؟!.. وكيف هو شعورك حين تقف مع ضميرك دقيقة خالدة مجردة من كل الحسابات، حين تعرف أن الشهيد اللواء اليافعي والعميد محمد العوني وآلاف الشهداء قتلوا بقذائف أمر بإطلاقها فضل القوسي؟!!.
صدقوني ليست العاطفة من دفعتني للكتابة، وإنما عادلة القضية التي في سبيلها سالت هذه الدماء، وأزهقت أرواح قادة وشباب وأطفال وأناس من خيرة أبناء الوطن، وصدقوا أنفسكم حين يمر ذلك الطيف في خيالكم.. ناصحاً بتشكيل مشروع رفض لكل هذه التناقضات والحسابات، التي من شأنها تضعف، بل وتشكك في كل هذه التضحيات، وإلا وجدنا خيباتنا مرصوصة على جدار المهزلة.
عبدالحليم صبر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى