أيقونة عدن.. نجيب يابلي

> د. هشام محسن السقاف

>
د. هشام السقاف
د. هشام السقاف
في فترة مضت - او هكذا يفترض- من تاريخ هذه المدينة والجنوب اجمالا وقد احكمت على انفاسها قبضة بوليسية بعد احتلال قوات نظام الجمهورية العربية اليمنية واجتياحه الكبير لهذه البلاد في صيف العام 1994م ، وكنا ندرك ان المسألة مسألة وقت ليس الا ، لان الانسان هنا وان استكان لحين فانه لا يقبل الضيم اطلاقا وسوف يهب وينتفض من سكونه لا محالة كما تهب العنقاء الاسطورية من تحت الرماد .
ولعل لاستاذ الكتابة الوطنية ذاكرة عدن التاريخية القلم الساخر والثائر نجيب محمد يابلي قصب السبق في منافحة اساليب طمس الهوية والدفاع عن الحق الجنوبي و عضه عليه بالنواجذ في وجه اعتى الظلمة في وقت كان المتمسك بالحقوق الجنوبية كالقابض على جمرة من جهنم .
ذات ظهيرة نادى اليابلي صوت نحس ، خرج ليجيب ناعق البوم الذي طلب منه الصعود الى سيارة وهو بـ(الجرم) الداخلي ليزور معتقل ( الفتح ) الرهيب الذي لطالما ندد به اليابلي قبل وبعد الوحدة.
ولا يخلو الامر من طرافة عندما يكون الاسيربثبات ورباطة جأش نجيب يابلي ، بل بدا الامر و كأن اليابلي يحاصر زبانية الفتح . امضى بقية النهار يمضغ القات بحضور عدد من ضباط السجن ، وعند المغرب بدأوا ينسحبون واحدا تلو الاخر قائلين لنجيب : ( في امان الله استاذ نجيب ) فتنبه الاستاذ نجيب لاخر المغادرين وعند ترديد هذا الاخير للعبارة اياها رد عليه نجيب :( وانا ماشي في امان الله).
ليس هذه الا غيض من فيض ، لصاحب القلم الساخر ، وما احوجنا واحوج هذه المدينة ل ( برنارد شو ) الصحافة العدنية نجيب يابلي ، هو بمثابة ترمومتر يقيس درجات سلوكنا الانساني ان اصبنا او اخطنا ، لان بوادر الصوت الواحد ولي الاذرع وتكميم الافواه كلها موبقات لم تقبل من الضمير الحمعي للجنوب من اللحظة التي سقطت فيها عدن بيد مغول العصر ، وهو نفس الديدن والنهج الذي لن يقبله شعبنا الابي في الجنوب من اي كان تخفى تحت اي شعارات او مسوح مخادعة ، لاننا لا ننظر في الجنوب الا الى افعالنا التي تفصح عن اسمائنا .
فالجنوبيون الذين رفضوا عربدة الامن المركزي والامن السياسي والقومي سوف يرفضون ذات الشئ من اي كان وتحت اي مسمى .
عدن والجنوب ليسوا بحاجة لهذا العبث الممارس عليهما والذي يبدأ من لقمة العيش مرورا بهشاشة الامن وانتشار السلاح والمليشيات التي تشوه جمال و عظمة عدن ، وانتهاء بما يتعرض له ارباب الرأي الحر من كتاب و صحافيين و مفكرين للترويع والاعتداء والترهيب ومنهم الاستاذ الكبير نجيب محمد يابلي .. ايقونة عدن و صوتها الجرئ الذي لا يقبل المساومة في قضايا الوطن .
كل التضامن لابن عدن والجنوب احد المعالم الحية السامقة لهذه المدينة المحروسة بالله ..الاستاذ اليابلي - حفظه الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى