أغدا ألقاك

> محمد حسين الدباء

> قيل إن الشاعر السوداني الكبير الهادي آدم أحب فتاة من عليا القوم وكان والدها من الأغنياء وكان يرفض الشاعر بصفته من طبقة أقل، وبعد إلحاح الفتاة على والدها راجية من والدها أن يلتقي بالشاعر حتى يحكم عليه بعيدا عن المظهر، وبعد طول عناء وافق والدها على هذا اللقاء.. وحينها لم ينم الهادي آدم طول الليل وظل ساهرا أمام بيت حبيبته ينتظر هذا الموعد، وفي تلك الليلة قام بتأليف قصيدته (أغدا ألقاك) التي غنتها أم كلثوم، ولحنها محمد عبدالوهاب:
أغدا ألقاك
يا خوف فؤادي من غدٍ
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابا
أغداً ألقاك
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا لغدي الآن بأحلام اللقاء
فأتِ أو لا تأتي أو فأفعل بقلبي ما تشاء
أغداً ألقاك
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فارحم القلب الذي يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى
أغداً ألقاك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى