إيران ورصاصة الرحمة

> صالح عكبور

>
صالح عكبور
صالح عكبور
يأتي الحراك الشعبي في إيران، إذا كتب له النجاح، فرصة لخلق ظروف جديدة للتغيير في استراتيجية النظام الإيراني، وتعديل سلوك الدولة غير المرغوب فيه من قبل بلدان الشرق الأوسط، لتدخلها في شؤون كثير من الدول، وإخراج إيران من التدخل في شؤون اليمن بدعمها للحوثيين، وفي سوريا بدعمها لنظام بشار، وتدخلها في العراق ودعمها لحزب الله اللبناني.
إن تدخل إيران المستمر في شؤون الدول ودعمها للحركات والمليشيات المناهضة للأنظمة القائمة، ومدها بكل أنواع الأسلحة والخبراء، وتقديم الدعم اللوجستي لها وتغطية الاحتياجات المالية على حساب المواطن الإيراني ومعيشته، إلى جانب دخول إيران في عداوات وصراعات وخلافات مع دول كبرى بسبب برنامجها النووي، وتعريض إيران للمخاطر من جراء ذلك البرنامج الذي يفوق قدراتها في إنجاز هذا المشروع الذي عرضها لعقوبات كبيرة.. كل ذلك أثر في حياة ومعيشة المواطن الإيراني.
وأثرت هذه السياسة التي تنتهجها إيران على علاقاتها مع العديد من بلدان العالم وحرمانها من الاستفادة من خبرات ودعم الدول المتقدمة لها، الأمر الذي انعكس سلباً على مستوى أداء الاقتصاد الإيراني وافتقاره للتكنولوجيا الغربية.
وتأتي الانتفاضة الشعبية التي دخلت يومها السابع لتعكس حالة الاحتقان في الشارع وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في إيران، ولتدق ناقوس الخطر نتيجة لما يواجهه النظام الإيراني من مأزق على المستويين الداخلي والخارجي.
إن النظام الإيراني وبسبب ممارسته هذا النهج تسبب في كثير من الانقسامات في بيت وأطراف النظام، ودخوله في تحالفات دولية وإقليمية لم تكن موفقة، وتجاهل الأطراف المتشددة في النظام للمشكلات التي يعاني منها الشعب الإيراني، الأمر الذي أدى إلى إيجاد شرخ كبير بين النظام والشعب وحدوث ثورة شعبية كبيرة سيكون لها آثار ونتائج سلبية على النظام وأطرافه.
وفي كل الحالات فالنظام يحصل الآن على فرصة لا يمكن الحصول عليها إذا تجاوزها وأدار ظهره لها، فهذه الثورة وهذا الحراك الشعبي فرصة لمواجهة سياسة إيران على صعيد العلاقات الخارجية ودورها الإقليمي، وتصحيح الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطن الإيراني، وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية في عدم التدخل بشؤونها، ووضع سياسة جديدة لتبادل المنافع واحترام سيادة الدول وحقوق الشعب.
فالفرصة مواتية الآن لنزع فتيل الانفجار في المنطقة المرشحة لحرب إقليمية، قد تتصاعد إلى أعلى، وحفظ ماء وجه الأطراف المختلفة مع النظام الايراني، والحفاظ على السلم الإقليمي والدولي، وبناء علاقات تعاون لمواجهة مشكلات دول المنطقة، والخروج من المأزق الذي وقعت فيه إيران.. وبالتالي سيكون لهذا الحراك تداعيات لوقف التدهور الجاري على صعيد الأمن الإقليمي والدولي، وخلق فرص جديدة للسلام والتعاون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى