الكرانيات وحركة القوميين العرب

> محمد أحمد البيضاني

> قالت لي: ما هي القصة ؟
قلت لها: صنعت بريطانيا التعليم في عدن.. لكن بحركة بطيئة جدا.. وليس له سوى هدف واحد فقط: تخريج جيش من الكرانيات، أي كتبة.. لأجل إدارة الجهاز الإداري في عدن وبداية دخول الشركات الكبرى إلى البلاد..
قالت لي: أعطني مثالا لهذا..
قلت لها: يا ناظري.. تصوري 119 سنة أين كانوا؟.. عام 1958 كان الدكتور سالم عبدالخالق أول طبيب عدني من حافة القاضي.
كانت الأم العدنية تفتخر أن ابنها تعلم 4 أبواك إنجليزي، ويعرف شورت هاند، ويشتغل في شركة لوق طامس أي ليوك ثوماس. الإنجليز جعل ذلك أقصى أمانينا.. ولكن العائلات العدنية أدركت اللعبة..
لم ينتبه الإنجليز في عدن أن بعض العائلات العدنية قد أرسلت عيالها إلى الجامعات في القاهرة وبيروت وبغداد ودمشق.
لم تقم الثورة من فوق جبال ردفان كما ادعوا.. بل زرعها أبناء عدن حين توجه عبدالرحمن جرجرة البيضاني إلى جامعة الملك فؤاد في القاهرة.. وعلي غانم كليب وقحطان الشعبي ولطفي جعفر أمان إلى كلية جوردان في السودان.. وعبد الله فاضل وسيف الضالعي وإبراهيم روبلة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت.. وعبد الله الأصنج إلى دمشق.
الكثير من أبناء عدن نهل علوما جديدة من تلك الجامعات العربية.. وبدأت معاني القضية الوطنية تظهر بفضل أبناء عدن.. وبدأ الكثير من أبناء عدن يلتحقون في قوة بوليس عدن.. منهم: حامد عبد الكريم خان، فيصل قايد علي، محمد علي إسماعيل، محمود عايش، عثمان عبد الرحيم خان، مصطفى خضر، محمد علي حبيشي، حامد مرشد، هاشم عزعزي، وحسين جاوي.. والتحق الكثير في جيش محمية عدن (الليوي).
لعبت الجامعة الأمريكية في بيروت.. والجامعة الأمريكية في القاهرة.. وجامعة دمشق دورا تاريخيا مهما في نشر الوعي الوطني.. وأصبح العدني متشبعا بثقافة عالية وفكر.. وليس كراني عند بريطانيا...
قالت لي مبتسمة: نقول لهم إن الثورة وحركة التطوير بدأت بأبناء عدن..
نقول لهم: إن ما يجري في عدن من تخبط وضياع وفوضى بسبب عدم وجود العدني..
نقول لهم: القضية قضيتنا.. والأرض أرضنا.. وحوافي عدن حوافينا.. لعبنا فيها في طفولتنا.. حاولوا أن تفهموا.. القضية بسيطة.
محمد أحمد البيضاني

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى