صخرة يناير 86

> د. علي عبدالكريم

>
د. علي عبدالكريم
د. علي عبدالكريم
سيزيف: "معاناة الأمس واليوم، الجبل المتأمل والتعب القاتل، ماثل يتأمل"..
شداد أطلق الرصاص على جواد عنتر، الأبجر ، الرمح شهيد القبائل، والزمام بيد الإمام.
غير التاريخ مجرى النهر، ركدت قافلة العصر، سجل حافل بالموت الزؤوم لتمشي المآسي على سلم المجد بملابس الإحرام وكتائب الأفغان تساحق بالأرواح بصحن الاعتراف على مائدة المسيح، لتسأل البتول من رمى الرمح على قافلة الرسول، قد كان يمشي بين أهداب العيون، كانت العصمة بيدك يا يسوع، والكاهن باع الحرز بسوق العلقمي بلا شروط فاغتسل الحضور بماء الورد، فيا للويل ويا للثبور!!
سقط الشهيد على الطريق أنامله معلقة بين أنياب القبور تنادي مثل غاندي اسقني ماء من نهير الجانج إني نويت أن أغتسل من جديد، فعقارب الساعة بكنايس باب البحر مقفلة، وباب المندب صار بلا فيزا للدخول.
كل من بالمذبح صلوا بين مرخة والسحول صلوا، شهد الرسول، بكى اليسوع، فرمينا قبر غاندي بمشاتل ما تيسر من زهور وتلونا آية الرحمن لمن سكنت أرواحهم كل القبور .
يناير.. الذكرى رموش العين تضلل إشراقة الدنيا بالآتي أيا كان صعبا ذلك ليس ببعيد، تضلله بوريقات الزهور.
يناير.. ذاك المسافر يصحبنا سفرا بكل التخوم، يرسم المعالم والطريق.. يناير عقد الدهر، ميسم الزهر الجروح، ينبوع باب العشق والضحايا والتوبيت تقرأ أسطورة "سيزيف" وصخرة المثقال بين وديان التقارير وأفيدة المحيا من سجلات السنين، تقدم يا برومثيوس ناول سيزيف الزهرة، ناوله خارطة الطريق، هذا الجبل اسفله هنا والصخرة هنا ولك الخيار.
رحل الذين نحبهم دخلوا بيت الرسول، اخبرنا غاندي قال اقرؤوا قبل صعود الجبل العالي العنيد وصية البير كامي في كتابه عن اسطورة سيزيف، حين قال: الإنسان هو دائما ضحية حقائقه، حقيقة يناير استوعبناها ينبغي ان تغادرها كل الموروثات إلى رحاب مثمر جديد، لا تحترق بنيرانه الأجيال الجديدة في الوطن كله، ولكن تبني وطنا جديدا خاليا من أمراض النقرس والجنون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى