في أول لقاء صحفي معه .. الفنان القدير عازف الأوركرديون الشهير.. هشام بامطرف لـ «الأيام»: العازفون مُبعدون عن الأضواء والتكريم رغم إسهامهم الكبير في نجاح الأغنية

> التقاه/ مختار مقطري

> هشام بامطرف، واحد من اشهر عازفي آلة (الاوركرديون) في اليمن، بدأ مشواره الفني مطلع السبعينيات من القرن الماضي بفرقة (الأنوار الموسيقية) التي كانت تابعة لمدرسة (الجمهورية) الابتدائية بحي عبدالقوي في الشيخ عثمان، بقيادة الفنان والاستاذ والتربوي القدير عبده نعمان، وبتصفية الفرقة، منتصف السبعينيات، التحق هو ومعظم زملائه بمعهد (جميل غانم) للموسيقى والفنون لدراسة الموسيقى.
حواري مع الفنان هشام بامطرف، سيكون مجرد تعريف به للقراء، لأن الصحافة الفنية لا تهتم بالعازفين ولا تكرمهم الجهات المعنية، مع ان العازف هو احد العناصر المهمة لإنجاح الأعمال الفنية، كما قال الفنان هشام بامطرف لـ«الأيام» في هذا اللقاء.
* حدثنا عن البداية.
في البداية كانت مطلع السبعينيات من القرن الماضي، في المدرسة (الشرقية) الابتدائية، في الشيخ عثمان، مدرسة (ردفان) حاليا، ضمن فرقة(الطلائع) الموسيقية، برعاية الاستاذ القدير الفقيد ابوبكر زين عدس، رحمه الله، الذي تعلمنا منه مبادئ العزف، وتطورت مهاراتنا في العزف، واستطعنا عزف الكثير من الاغاني المحلية والعربية لكبار المطربين، ثم التحقنا بفرقة (الأنوار) الموسيقية التي كانت تابعة لمدرسة (الجمهورية) بالشيخ عثمان، وهي واحدة من اشهر الفرق آنذاك، وكانت تضم مجموعة من الشبان ومنهم من هو اليوم من كبار العازفين والملحنين والمطرببن، مثل كمال شوذري وعبدالقادر احمد قائد وعبدالله علي، الى جانب الفنان القدير نجيب سعيد ثابت، وكانت الفرقة بقيادة الفنان القدير والاستاذ والتربوي القدير عبده نعمان، وقد استفدت منه كثيرا في مجال الموسيقى وفي الجانب التربوي، وكانت الفرقة مشهورة جدا، رغم كونها فرقة مدرسية، الا انها كانت تشارك في حفلات المناسبات والحفلات العامة وحفلات الأعراس، وقد انتهت الفرقة بافتتاح معهد (جميل غانم) للموسيقى والفنون، فالتحق كثير منا بالمعهد لدراسة الموسيقى، وقد عزفنا مع الفرقة كذلك عشرات الاغاني المحلية والعربية لكبار المطربين مثل احمد قاسم والمرشدي ومحمد سعد وام كلثوم وعبدالحليم وفريد ومحمد قنديل وماهر العطار، بقياده الاستاذ الفنان عبده نعمان، الله يعطيه الصحة ويمده بالعمر والعافية.
* ما الذي استفدته من الدراسة في المعهد؟
- دون شك ان الموهبة ضرورية، لكن العلم مهم كذلك، وفي المعهد استفدت الجانب العلمي للعزف السليم والمقامات الموسيقية وغير ذلك.
* مع من عزفت من فنانينا الكبار؟
- عزفت مع كل الفنانين الكبار تقريباً.
* انت تعشق الموسيقى الغربية، وتعزف (شرقي)، كيف؟
- انا اعشق الموسيقى عموما، لكني اميل للموسيقى العالمية، لأن فيها متعة فنية لا توفرها الموسيقى الشرقية، الى جانب الهارموني والتوزيع الموسيقي البديع، وانا استفيد من سماعي لها في القطع الموسيقية التي من تأليفي وبعض الاغنيات من الحاني، للتحلية الفنية والتنوع الموسيقي. الا انني احب الموسيقى الشرقية كذلك، واستمع لكبار الفنانين في اليمن والعالم العربي.
* لم تظهر الحانك ومؤلفاتك الموسيقية.. لماذا؟
- المؤلفات الموسيقية لا سبيل لظهورها في اليمن وفي البلاد العربية عموما، والحاني سيأتي زمنها المناسب.
الفرقة الموسيقية
الفرقة الموسيقية

* ما رأيك بمستوى التلحين هذه الايام؟
- مستوى متواضع جدا وفيه رديء، ومعظمه مقلد وليس فيه ابتكار وابداع حقيقي، والسبب غياب الموهبة، وانفتاح باب الغناء على مصراعيه لكل من هب ودب.
* هل تحرص على الاستماع لاشهر العازفين العرب على (الاوركرديون) ومن تحب عزفه اكثر؟
- لا يعجبوني كثيراً، ولا اميز احدا منهم.
* لماذا اخترت آلة الاوركرديون؟
- اخترتها منذ الصغر عن اعجاب، ثم احببتها من طول العلاقة بيننا، ثم عشقتها.
*هل لا يزال لهذه الآلة مكان في الفرق الموسيقية؟
- لا يستطيع الاورج ان يلغي الاوركرديون، فهو يعتمد على الكهرباء، لكن الاوركرديون يعتمد على احساس العازف ونفخ الهواء الذي يخرج من صدره، وليس من الآلة، بسبب تأثره بالجملة الموسيقية.
* كيف هي احوال العازفين في عدن؟
- تعساء ويعاني معظمهم ظروفا صعبة، فقرا وامراضا وشقاء، ويفتقرون للرعاية، رغم انهم يبذلون جهودا جبارة في الحفلات الرسمية ولا يحظون بتقدير واجور مناسبة، الاهتمام يكون بالمطرب، مبعدون عن الاضواء الإعلامية والتكريم رغم إسهامهم الكبير في نجاح الاغنية والاعمال الفنية عموما، وفي عدن العشرات من العازفين من ذوي المهارات العالية، ولكنهم بعيدون عن اهتمام ورعاية الجهات المعنية.
* لماذا لم تهاجر الى دولة خليجية لتلتحق بإحدى الفرق الموسيقية الكبيرة؟
- لم اتمكن من السفر بسبب ظروف اسرية خاصة، وعموما حياة الانسان مرسومة سلفا، كما ان الهجرة والعمل في دول غنية ليس هو الطريق الوحيد للنجاح، بل قد يؤدي احيانا الى الفشل، وانا راض عما حققته في حياتي.
* والدك هو الشاعر الغنائي القدير الراحل محمد عبدالله بامطرف، هل تحتفظ ببعض نصوصه الغنائية التي لم ترَ النور؟
- نعم، واعدك ان اصور عدة نصوص واهديها لك، فأنت خير من يعرف كيف يحفظها ويتعامل معها.
* ما هي ابرز الاغاني التي قدمها؟
- قدم الكثير.. منها اغنية (مثل الامل واكثر) التي غناها الفنان الراحل محمد صالح عزاني من الحان فيصل باوزير، وغنى له المرشدي (خلاني وراح) واحمد قاسم اغنية (اهواك) واغنية (يا ناسي الهوى) لابوبكر فارع، و(ناقش الحنة) للباجنيد، واغنية (غني يا عودي) للجاوي وغيرها من الاغاني المشهورة في العصر الذهبي للموسيقى والغناء بعدن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي والخالدة الى اليوم، وهو الى جانب ذلك كان استاذا وتربويا قديرا، رحمة الله عليه.
* نعم.. كان كما ذكرت، ومع ذلك لا يذكره احد، وهو يستحق التكريم فعلا. هل لديك برقيات تحب توجيهها الى البعض.
- معي برقيتان، الأولى تمنياتي بالشفاء وتمام الصحة والعافية لكل الفنانين، وتحديدا الكبار منهم الذين وصلوا الى مرحلة العمر التي يعانون فيها من عدة امراض مزمنة وخطيرة، والبرقية الثانية للجهات المعنية لأدعوها الى تقديم المزيد من الرعاية والاهتمام لكل المبدعين.
* هل عندك امل في التكريم، وهل كرمت من قبل من جهة رسمية؟
- لم اكرم من اي جهة، ولم يعد عندي امل ان احظى بالتكريم والتقدير، ولذلك انا اعتبر هذا اللقاء الصحفي احسن تكريم لي، الف شكر استاذ مختار.
* هل انت سعيد بهذا الحوار؟
- بل سعيد جدا، فهو اول لقاء صحفي بعد مشوار فني لا يقل عن خمسين عاما، وهذا حال كل العازفين المحرومين من الاهتمام والتقدير.
* هل يهمك نشره ولماذا؟
- مؤكد يهمني نشره، خصوصا وانه اول لقاء صحفي، كما قلت، مع استاذ قدير، وسينشر في صحيفة احبها كثيرا هي «الأيام»، ألف شكر!.
التقاه/ مختار مقطري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى