قـصـة شهـيـد "أبوبكر فيصل أحمد عباس (بكري)" (شهيد تطهير خورمكسر)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> كانت تقول له أمه "يا أبني لا تروح الجبهة"، وكان يقول لها "عدن نسيبها لمن يا أماه" وآخر كلماته "أماه ديني قد دعاني للجهاد والفداء، أما أني ذاهب للخلد، لن أتردد".
استشهد أبوبكر فيصل أحمد عباس في رمضان الموافق 15/7/2015 أثناء تمشيطه ورفاقه من شباب المقاومة الجنوبية لمدينة خورمكسر من فلول المليشيات الحوثية.. فأثناء تمشيط أبوبكر فيصل وصديقه محمد إيهاب (نشرنا قصته سابقاً) لـ “فلة” قبالة معسكر الصولبان باغتتهما عناصر من المليشيات الحوثية كانت مختبئة هناك واشتبكا معها فأصيب أبوبكر برصاصة تحت الأنف مباشرة وخرجت من الجهة الخلفية، وارتقى شهيدا على الفور، رحمه الله.
انضم أبو بكر مبكرا للمقاومة الجنوبية التي تشكلت لمواجهة العدوان الحوثي العفاشي التي أعلنت حرباً شعواء على عدن والجنوب في مارس 2015، وشارك في الكثير من جبهات القتال ضد المليشيات الحوثية وقوات صالح الانقلابية.. وقدم “بكري” دورا بطوليا كبيرا ومشهودا في تلك الحرب الظالمة، وقدم روحه قربانا لعزة الدين وكرامة وحرية وطنه الجنوب الذي روى تربته الغالية بدمائه الطاهرة.
تقول شقيقته: “كان عُمْر أخي أبو بكر عند استشهاده 25 عاماً.. استيقظت على صوته وهو يبحث عن قميصه، وكان في قمة العجلة يريد اللحاق بأصدقائه الذين سبقوه لتمشيط وتطهير خور مكسر من المليشيات الحوثية.. ارتدى ملابسه وقام بتوديع أمي ثلاث مرات قبل خروجه لكنها لم تسمعه لانشغالها بالحديث في الهاتف ورد عليه أخي الصغير مودعا له وطلب منه أن يغطي رأسه حماية له، وأنا أسير خلفه لا أعلم لماذا؟ سرت خلفه حتى خرج من البيت، وقمت بتوديعه وأغلقت الباب خلفه، استغربت لماذا سؤال خطر ببالي وتلقيت إجابته فجر اليوم الثاني، إجابته كانت أنه اليوم الأخير”.
وتردف قائلة: “بعد خروجه بساعات سمعنا أخبار النصر وكانت فرحتنا لا توصف وكأنها الفرحة الأخيرة، وفعلا بحجم كبر الفرحة كان حجم الألم، بل إن ألمنا كان أضعاف فرحتنا..
وقت الفطور (السادسة مساء تقريبا) تأتي إلى جوالي رسالة من جوال أخي أبو بكر “يرجى الاتصال بي”، اتصلت وطلب مني حينها أن أخبر أخي الصغير بأن يذهب إلى منزل أحد أصدقائه ويخبرهم بأن ابنهم سيتأخر، فسألته: متى ستأتي أنت؟ فكانت إجابته بأنه ربما لن يأتي لأنهم سيتقدمون لتحرير كريتر والمعلا ولا يريد أن يفوته مثل هذا اليوم، فقلت له: انتبه لنفسك. اتصل أبي يسأل عنه فأخبرته أنه ذهب مع رفاقه لتحرير خور مكسر، وأخبرني أن أخي الأكبر كان هناك ولكنه لم يلتقِ به.. واتصل أبي به وتحدث إليه. عند الرابعة فجرا خطر ببالي أن اتصل به ولكن للأسف كان جواله مغلقا”.
وتختتم قائله: “أستيقظت على صوت أحدهم يقول لي (استيقظي، بكري استشهد في خور مكسر)، فتحت عينيَّ على هول تلك الكلمات لأرى ابن خالي وشاهدت خالي عندنا وجاءت أمي تبكي بحرقة أيقنت وقتها أن الخبر صحيح.. وصل إلينا بكري جثة هامدة لا روح فيها، وتُرِك أمامنا كأنه نائم.. رحمة الله عليه”.
تكتبها/ خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى